أعمال التذهيب
وأضاف: "أنّ المرحلة الأولى من هذا المشروع والذي ينفّذ بإشراف قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العلوية المقدسة يتألّف من مراحل عديدة لتأهيل كامل القبة الشريفة، شملت إعادة صيانة وتأهيل وتذهيب حزام قبة المرقد العلوي الطاهر والبالغ ارتفاعه (4.5متر) وبمحيط قدره (51,5متر) والتي شملت فقرات عديدة أيضاً كون أنّ الغاية الأساسية من المشروع هي صيانة القبة الشريفة، حيث تمّت إزالة البلاطات الذهبية القديمة وموادّها الرابطة وصولاً الى البدن الأصلي للقبّة، لتتمّ بعدها أعمال الصيانة التي جرت بطرقٍ فنية وهندسية حديثة، فقد تمّ استخدام مادة الإيبوكسي والألياف الكربونية التي أثبتت نجاحها في صيانة قبة العتبة العباسية المقدسة من خلال طلائها بها حيث زادت من تماسك وقوّة القبة الشريفة، بالإضافة الى وضع طبقة اسمنتية مخلوطة وفقاً لنسب معينة تتلاءم وطبيعة بنائها".
وبيّن الصائغ: "تأتي بعد هذه الأعمال تركيب البلاطات الذهبية على القبة الشريفة، والتي تجري أيضاً بحرفية ومهنية عاليتين، حيث تمتاز طريقة الربط التي تسمّى (طريقة الربط الداخلي) وتختلف عن الطرق المستخدمة حالياً، وهي من الطرق التي لا تؤثّر عليها ولا على مظهرها الخارجي، عكس الطريقة القديمة (البراجم) والتي لها عيوب تظهر مستقبلاً على لون وشكل البلاطة الذهبية، وتجري عن طريق أسلاك نحاسية خاصة تربط من الداخل مع بدن البلاطة على مشبك حديدي (هارب) مثبّت على بدن القبة، ويُضاف اليه مواد جصية تُخلط بمواد أخرى وبنسب معينة، لتعطيه قوة التصاق عالية إضافة الى أنّها تعمل على إيجاد عازل حراري يقلّل من تأثيرات الظروف الجوية (البرد والحرارة) المكتسبة من المعدن، وتمنع وتقلّل انتقالها الى داخل القبة الشريفة وتعتبر هذه الطريقة بالتركيب من الطرق الفنية والحصرية بكوادر العتبة المقدسة وهي نفسها التي استخدمت في أعمال تذهيب منائر مرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) ومنائر مرقد السيد محمد بن علي الهادي(عليهما السلام) وأثبتت نجاحها والحمد لله".
مُضيفاً: "أنّه حسب الاتّفاق مع الأخوة في العتبة العلوية المقدسة وهو على أن تكون البلاطات بنفس قياساتها السابقة (24سم×24سم) فقط بإعادة تذهيبها وتصنيع بلاطات جديدة للمتضرّر منها، حيث استُخدم في عملية التذهيب الذهب عيار(24) وبقياسات مختلفة وبوزن (8 مثاقيل) من الذهب الخالص لكلّ بلاطة ذهبية، والتي يبلغ سمكها(2ملم) باستخدام أفضل التقنيات من ناحية العمر الافتراضي وهي تقنية الطَرقْ على جلد الغزال".
يذكر أنّ تنفيذ هذا المشروع في إطار التعاون الفني بين العتبات المقدسة، ويأتي بعد النجاح الذي حقّقته الكوادر الفنية في العتبة العباسية المقدسة في أعمال تذهيب منائر حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) ومآذن مزار السيد محمد بن الإمام علي الهادي(عليهما السلام)، وبعد امتلاكها الخبرة الكافية في هذا المجال، والتي أصبحت تضاهي بل تتفوّق على الأعمال المشابهة والمنفذة بعمالة أجنبية، حيث واصل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة سعيه لتنفيذ مشاريع مماثلة في باقي العتبات المقدسة ومزارات العراق الشريفة والاستمرار بتقديم الأكثر والأفضل ضمن خطته الداعية والداعمة إلى مواكبة التطور العلمي والعمراني العالمي وشملت الخبرة هذه عمليات التصميم والتصنيع وما يتضمّنها من أعمال صناعة للبلاطات النحاسية والطرق واللصق لشرائح الذهب الخالص والتطعيم بالمينا والنقش وما يستتبعها من الفحوصات النوعية والبناء والتركيب.