بثلاثةِ بحوثٍ تمحورت حول المصطلح التاريخي والجغرافي والتربوي، مؤتمر العميد يختتم جلساته البحثية..

جانب من الجلسة البحثية
اختُتِمَت صباح اليوم السبت (16ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(11تشرين الأول 2014م) وعلى قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات في العتبة العباسية المقدسة فعالياتُ الجلسات البحثية لمؤتمر العميد العلمي العالمي الثاني، والتي استمرّت لثلاثة أيام وشارك فيها وحضرها نخبةٌ من الباحثين والأكاديميّين من داخل وخارج العراق، وشارك في جلسة الختام البحثية التي كانت برئاسة الأستاذ الدكتور علي عبدالرزاق السامرائي والأستاذ علي كاظم المصلاوي مقرراً ثلاثةُ باحثين، استهلّها بحثٌ حمل عنوان: (دور البيئة في تغيير مصطلح الجغرافيا) للأستاذ الدكتور رياض محمد علي عودة دهش المسعودي من جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية، وبيّن فيه: "أنّ الجغرافيا من المعارف القديمة، وأنّها مرّت كمصطلح بمراحل عديدة، الأولى اقترنت بملاحظة الإنسان لما يشاهده، وتقترن بمحاولاته تفسير ما يلاحظه وما يشاهده، إنّها الجغرافيا العامة الشاملة، وبقي هذا المصطلح ما يقرب من (4,000) عام، وهذه المرحلة شكّلت (80%) من عمر الأرض.
وأضاف الباحث: "أنّ المرحلة الثانية هي مرحلة انطلاق مصطلح الجغرافيا بحاله اليوم عندما استخدمه العالِمُ الإغريقي –إيراتوستين- قبل (2,200) عام تقريباً ويعني وصف الأرض بالتحديد، أي يعني الأرض ويعني الكتابة حول أو الوصف، وهي بذلك تعني وصف الأرض". وتابع الباحث: "هنا جاء التأثير الآخر للبيئة في تطور مصطلح الجغرافيا في مرحلة الدولة العربية الإسلامية، حيث دخول القياس والحدود ليظهر مصطلح جغرافيا البلدان، في العصر الحديث دخل متغير الأسباب والنتائج وتأثير العامل السياسي والعسكري فظهر مصطلح الجيوبولتيك، وهنا برز مصطلح الجغرافيا التحليلية، ولكي يأخذ المصطلح مكاناً جديداً من بين العلوم جاء مصطلح جغرافيا التنبؤات، إذْ ارتبط المصطلح بدور الجغرافيا في رسم مستقبل الأرض وسكانها".
جاء بعده الباحث الأستاذ الدكتور سعد علي زاير من جامعة بغداد كلية التربية للعلوم الانسانية – ابن رشد، وكان بحثه بعنوان: (المصطلح التربوي بين التأصيل الإسلامي وحداثة التكنولوجيا -نظام الجودة في التعليم انموذجاً–) وبيّن فيه: "أنّ مفهوم الجودة قد أخذ معانٍ عديدة شأنه في ذلك شأن الكثير من المفاهيم المعاصرة التي اتّفق فيها المختصّون واختلفوا، وفيما يخصّ مفهوم الجودة فإنّه يُعدّ من المفاهيم التي تستند الى مجموعة من الأفكار والمبادئ التي يمكن لأيّ مؤسسة أن تطبّقها لتحقيق أفضل أداء ممكن وتحسين الإنتاجية، وزيادة الأرباح، وتحسين السمعة في السوق المحلي والخارجي".
وأضاف: "ذكرت الجودة في قاموس -وبستر- على أنّها صفةٌ أو درجةُ تفوّقٍ يمتلكها شيءٌ ما، كما تعني درجة الامتياز لنوعية معينة من الخدمة أو المنتج، وأشار إدوار وسالز الى عدة تعريفات للجودة بمفهومها المطلق الذي يقصد منه الامتياز، وعُرّفَت بأنها شيء ما يقترب من الكمال، إن الجودة ليست كلاماً يُقال ولكن هي ما نفعله، وإنّ الجودة تعني تلك المزايا التي يفترض المستهلك أو المشتري توافرها في المنتج أو السلعة، فلو أتينا الى جودة التعليم في الإسلام، نجد أنّ القرآن الكريم والأحاديث النبوية قد حثّت على تلقّي العلم المقترن بالإيمان".
وتابع الباحث: "الإسلامُ عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً وفلسفةً للكون والإنسان والحياة هو كمالُ الجودة والإبداع، ذلك أنّ الإسلام دين الله جلّت حكمتُه، وإنّ مفهوم الجودة حاضرٌ في كلّ تعاليم الإسلام بكلّ مضامينه وهو يمثل قيمة إسلامية، وقد حثّ القرآن الكريم على الجودة الشاملة في كلّ الأعمال التي يفترض أن يقوم بها الإنسان.
وقد ارتبط مصطلح الجودة في الإسلام بمفردات ومفاهيم أخرى ذات علاقة، تعرّض لها الباحث من باب الاستجلاء والتوضيح والمقارنة، ولعلّ من أبرز هذه المصطلحات الإحسان والإتقان. ومن محفّزات جودة التعليم في التصور الإسلامي: الحثّ على العمل الصالح، والحثّ على الإحسان في العمل، وتأكيد إتمام العمل وإكماله على أفضل وجه".
لتُختَتَم هذه الجلسة البحثية ببحثٍ تحت عنوان: (مفهوم علم التاريخ وأهميته في فكر الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)) لـ أ.م.د.محمد حسين علي السويطي و د.فوزي خيري كاظم من قسم التاريخ / كلية التربية / جامعة واسط، وبيّن الباحث فيه: "أنّ الإمام علياً(عليه السلام) قد أولى عنايةً كبيرة بكلّ ما تعلّق بالمجتمع، محاولاً بناء الإنسان والارتقاء بمستواه على الصعد كافة، لذا كان من ضمن اهتماماته، عنايته بالتاريخ، بوصفه أداةً لتربية الإنسان وتطوير قدراته العقلية من خلال انتفاعه من تجاربه عبر العصور.
وأوضح الباحث: "لم يكن اختيارنا لهذا الموضوع جزافاً، أو محض مصادفة، وإنّما كان طموحاً طالما تمنّينا تحقيقه، لأسباب عديدة، في طليعتها رغبتنا الشخصية في الاطّلاع على مناقب هذه الشخصية العملاقة وجانب من آثارها العلمية القيمة، فضلاً عن قصور الدراسات الأكاديمية والبحثية في ميدان أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في الجامعات العراقية، وحاجتنا الماسّة إلى فهم الفكر الإسلامي الأصيل الذي مثّله الإمام علي(عليه السلام)، ممّا يمكّننا الإفادة منه في حلّ الكثير من الإشكالات والتحدّيات التي تواجه المجتمعات الإنسانية في الوقت الحاضر، حيث قُسّم البحث على محاور أربعة، تمثّل الأولُ منها في مفهوم التاريخ عند الإمام(عليه السلام)، والثاني حول مصادر المعرفة التاريخية عنده(عليه السلام)، أمّا المحور الثالث فأوضحنا فيه تفسير التاريخ وفلسفته عند الإمام(عليه السلام)، والمحور الرابع حول فوائد التاريخ عند الإمام(عليه السلام)".
وشهدت الجلسة الختامية أيضاً مداخلاتٍ وملاحظاتٍ وأسئلةً واستفهاماتٍ من قبل الحاضرين، والتي قام الباحثون بدورهم بالإجابة عنها.