جانب من الأعمال
رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة وهي الجهة المشرفة بصورةٍ مباشرةٍ وميدانية على تنفيذ هذا المشروع الحيوي والكبير، المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن لشبكة الكفيل والتي كانت موجودة في موقع المشروع: "مشروع سرداب الإمام محمد الجواد(عليه السلام) هو في الحقيقة مشروع متكامل سيضمّ -إن شاء الله- كلّ أرضية الصحن الشريف، ولكن المرحلة الأولى الحالية -وهي مشروع سرداب الإمام الجواد(عليه السلام) المحصور بين بابي الإمام موسى الكاظم وعلي الهادي(عليهما السلام)- من المشاريع التي أولت لها الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة عنايةً فائقة ووفّرت جميع الإمكانيات لها وذلّلت جميع العقبات، ونتيجة لهذا فإنّ الشركة المُصمّمة والمُنفّذة للمشروع سخّرت كلّ ما تملك من جُهدٍ لهذا المُنشأ، والذي سيكونُ نواةً لإنجاز كافة سراديب الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) مستقبلاً، فالمشروع ككلّ يمثّل نقلة نوعية في عالم العمارة الإسلامية ومن كلّ جوانبه، فكلّ ركنٍ وجزءٍ منه تمّت دراسته بدقّةٍ مستفيضةٍ من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، والشركة المنفذة للأعمال الهندسية والمعمارية، وديوان الوقف الشيعي، إذ لأوّل مرة يُقام مثل هذا الصرح في عتبات العراق المقدسة على وفق هذه المواصفات".
وأضاف: "إنّ المشروع لم يكن له أن يستمرّ ويتواصل بهذه الطريقة التي ترونها لولا التخطيط والمساندة الداعمة لكلّ الملاكات الهندسية والعمرانية في العتبة العباسية المقدسة، فقد خُطّط لهذا المشروع بعد جلسات عديدة تمّ الإعداد المسبق لها، فقد تمّ تغيير تصاميم المشروع لأكثر من مرة استناداً على متغيّرات ثانوية من أجل الخروج بأفضل النتائج المتوخاة من إقامته ولتكون النتيجة كما يراها الزائر بعينه جهوداً حثيثة وعملاً خلّاقاً بأيدٍ عراقية، وخبرات داخلية".
وعن أهمّ المراحل التي مرّ بها المشروع حتى هذه اللحظة أوضح الصائغ: "المشروع يُقام على مساحة ألف مترٍ مربع تقريباً، وأقيم في أرضية تحمل أسساً قديمة وفجوات مائية إضافة الى أحمالٍ عملاقة وأوزان كبيرة ناجمة عن مشروع التسقيف ومنظومات التبريد والمحوّلات وغيرها، وبناءً على هذا نزلت على جدران الصحن القديم فتمّ حفر سبعة أمتار تحت الأرض جوار الأواوين وجدار الحرم المقدّس وهذه من المجازفات المعمارية التي خضناها ونجحنا فيها ببركة صاحب المرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام)، فكانت المرحلة الأولى لحفظ المنشآت القديمة هو أن نثبّت ركائز كونكريتية متجاورة الواحدة بجانب الأخرى تُسمّى (أوفر)، أي تكون كلّ واحدة منها متداخلة مع الأخرى لمسافة (10سم) ترتبط معها وتشكّل سياجاً كونكريتياً بعرض (60سم) وبعمق (12م) تحت الأرض لتحمي السرداب بالكامل مع محيطه الخارجي من انهيار الأسس القديمة المجاورة للأواوين –لا سمح الله-، وتعزل لنا نسبة معينة من تدفّق المياه الجوفية لأسس المنشآت القديمة أيضاً".
مُضيفاً: "تمّ تقسيم السرداب الى ثلاثة أجزاء، وسنقوم بنفس الأعمال التي قمنا بها على هذا الجزء الممتد من باب موسى الكاظم(عليه السلام) الى باب الجواد(عليه السلام)، حيث شملت هذه الأعمال حفر السرداب وإزالة التراب وبناء جدارٍ من (البلوك) الإسمنتي مجاور جدار الأعمدة السابق حتى نستفيد منه كوزن، وتمّ إكساء هذا الجدار (البلوك الإسمنتي المجوف) ووضع مواد عازلة من القير و(اللباد) عليه حتى يصبح لدينا حوض متكامل لمنع تسرّب المياه الجوفية ودخولها لهذا السرداب، كذلك قمنا بعمل فلتر أرضي تحت الأرض وهو عبارة عن شبكةٍ من الأنابيب لسحب المياه الجوفية ودفعها الى بئرٍ خاص بها ثمّ طرحها الى الخارج، وبهذه العملية سيطرنا على مستوى المياه الجوفية".
وتابع الصائغ: "بعد ذلك قمنا بفرش طبقةٍ من الصخور (الجلمود) ثم طبقةٍ من (السبيس) وطبقة من (البلاندنك) وإكسائها بطبقةٍ من القير، بعد ذلك بوشر بعمل التسليح بالحديد (الشيش) لهذا الجزء وصبّ الأرضية، ليأتي بعدها صبّ السقف وبشكلٍ موازي ومتساوي مع سطح الصحن القديم، ومقابل هذه الأعمال بوشر بأعمال حفر الجزء الثاني من باب الإمام الجواد(عليه السلام) الى جدار الحرم الشريف، وتمّ صبّ الأرضية وطلاؤها بمادة (الزفت) وبناء الجدار، وإن شاء الله تعالى سيتمّ صبّ سقف الجزء الثاني قبل العاشر من محرّم والذي يمتدّ من باب الإمام الجواد(عليه السلام) الى نهاية الصحن الشريف، أمّا الجزء الثالث فمن المؤمّل أن يتمّ الانتهاء منه كسردابٍ كونكريتيٍّ متكامل قبل حلول الزيارة الأربعينية بإذن الله تعالى".