جانب اعمال المثلثات
وأضاف: "مثلّثات الذهب تعتبر من الأجزاء البالغة الأهمية بالنسبة لباقي قطع الشباك الأخرى، كونها تُصنع من الذهب الخالص وإنّ أيّ أعمال فنية من زخارف ونقوش نباتية من الصعوبة إمكان تنفيذها على هذا المعدن، فهو يحتاج لوقتٍ ودقّة في العمل كبيرين جداً، ولكن بحمد الله تعالى وبفضل الجهود المخلصة والتفاني بالعمل من قبل منتسبي المصنع والمستمَدّة من صاحب المرقد الطاهر أبي الفضل العباس(عليه السلام)، حالت هذه الجهود دون أيّ صعوبة في تنفيذ أيّ عمل من هذه الأعمال، وقد تمّت بنفس نقوش وزخارف الشباك القديم وهي نقوش ذات أصول بغدادية عبّاسية، كما أُنجزت بوقتٍ قياسي قياساً بنوعية المعدن وتطويعه الذي يعتبر صعب المراس وصولاً لباقي الأعمال النهائية".
وبيّن: "الأعمال النهائية شملت تخليص المثلثات الذهبية -المنقوشة على القير- من كافة الشوائب وتنظيفها بعملية حرق القير، لتتمّ بعدها أعمال تبييضها بحوامض كيمائية خاصة، ومن ثمّ جليها لإعطائها اللون المطلوب لتُختتم هذه الأعمال بعملية (الطراش) -وتُعرف بهذا الاسم عند الإخوة الصاغة، وهي إضفاء شعيرات كأشعة الشمس حول النقوش النباتية- وهي آخر مرحلةٍ من الأعمال التي يتمّ إجراؤها على المثلثات الذهبية، وبانتهائها تكون المثلثات الذهبية جاهزة لعمليتي (التجفيت) –تركيبها مع بعضها البعض- والتركيب على قطع المشبّكات ومن ثمّ تثبيتها على الهيكل الخشبي".
من الجدير بالذكر أنّ الشباك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) تمّت صناعته في ورش معمل الصياغة التابع للعتبة المقدسة بمواصفاتٍ عاليةِ المتانة والجودة والدقة، وهو أوّل شبّاكٍ يتمّ تصنيعه في العراق وبأيدي الصاغة العراقيين، ويمتاز بخصائص جديدة وفريدة وعديدة تُضاف إلى خصوصية انفراده أصلاً بجمالية نقوشه وزخارفه الموجودة في جميع قطعه وتميّزه عن باقي الأضرحة في العالم، حيث سيتمّ استبداله مع المحافظة على هذه الخصوصية لإبقاء هذا الصرح الفنّيّ الجميل أطول فترةٍ ممكنةٍ على حاله حاملاً لخصائصه التي تجعله ينفرد عن كافة شبابيك الأضرحة المقدّسة والمزارات في العراق والعالم الإسلامي كما شهِد بذلك ذوو الاختصاص.