جانب من الأعمال
وأضاف: "يشهد مشروع تسقيف صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام) يوماً بعد آخر الانتهاء من مرحلة والمباشرة بأخرى، وذلك وفقاً للمخطّطات الهندسية والفنية الموضوعة له وضمن المدة الزمنية المقترحة، والحمد لله المشروع يسيرُ وفقاً لهذه المعطيات ببركة صاحب المرقد الطاهر، والذي نستمدّ منه روح الإخلاص والتفاني في العمل، فضلاً عمّا يبديه قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة من تعاملٍ جيد وحسن، حيث عمل على تهيئة الظروف كافة من أجل إتمام مراحل المشروع".
مُبيّناً: "يُعتبر الكاشي الكربلائي المنقوش أحد أهم المواد الرئيسة المستعملة في بناء العتبات المقدسة، حيث يُستعمل لإكساء الجدران الداخلية والخارجية فيها، فيعطيها الصفة المعمارية والتراثية، وذلك لما يُنقش عليه من آيات قرآنية وزخارف إسلامية متنوعة، وهو يزيّن الواجهات والجدران التي يتمّ تثبيته عليها".
مُضيفاً: "أنّه تمّ اختيار نوعية من الكاشي الكربلائي وذلك بعد إجراء عددٍ من الفحوصات المختبرية والموقعية، معتمدة على عدة معايير هندسية وفنية فتمّ اختيار نوعٍ وحجمٍ يمتاز بخفة الوزن وبسُمْك(1سم) وبنقوش ورسوم متناغمة مع ما موجود في أروقة العتبة المقدسة لخلق حالة من التناظر، فضلاً عن امتيازه بثباتية اللون ومقاومته العالية للظروف الجوية وبقياسات مختلفة تبعاً لقياسات كلّ قبة، فهناك قباب صغيرة يبلغ عددها أربع عشرة قبة ترمز إلى المعصومين الأربعة عشر من أهل البيت(عليهم السلام)، قطر كلٍّ منها (5أمتار) وارتفاعها (3أمتار) من قاعدتها وحتى قمتها الخارجية، وأخرى هي قباب كبيرة عددها أربع، يبلغ قطر الواحدة منها (9أمتار) وارتفاعها (5أمتار) موزّعة على أركان الصحن، الأولى ستكون باسم السيدة أم البنين والدة أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، والثلاث الأُخر ستكون كلّ واحدة منها باسم أخٍ من إخوة أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذين استُشهدوا في واقعة الطف الخالدة، وتتكوّن القبة من هيكل حديدي مغلّف من الداخل بمادة (الفايبر كلاس) والمرايا المقطعة فنياً، ومن الخارج يتمّ تغليفها بالكاشي الكربلائي، وهي مزوّدة بنوافذ مصممة وفق الطراز الإسلامي تُحيط بالقبة من جميع الجهات وتكون ذات زجاج مقسّم وملوّن وشفاف".
وأوضح الصائغ: "لخلق حالةٍ من التلاصق بين الكاشي الكربلائي وقطع (الفايبر كلاس) -الطبقة الخارجية للقباب التي تمّ تركيبها على الهيكل الحديدي- قمنا بإجراء عددٍ من التجارب من أجل لصق الكاشي بطريقة جديدة تختلف عن الطرق القديمة والكلاسيكية، فوقع الاختيار على نوعٍ من المادة اللاصقة وهي عبارة عن صمغ تمّ اختباره واختياره من بين عدّة أنواع وهو أمريكي المنشأ، والذي أثبتت التجارب نجاحه في لصق هاتين المادتين معاً (الكاشي الكربلائي مع الفايبر كلاس) وتميّز كذلك بمقاومته للعوامل المناخية وقوّة لصقه العالية وسهولة استخدامه وملاءمته لطبيعة المواد الملصوقة معاً فيزيائياً وكيميائياً".
يُذكر أنّ العتبة العباسية المقدسة قد كلّفت شركة أرض القدس للمقاولات -وهي شركة عراقية تتّخذ من مدينة كربلاء المقدسة مقرّاً لها- بالتصميم المعماري والإنشائي لمشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف، وأُنيطت بالشركة العراقية (أرض القدس) مهمة تنفيذ كافة الأعمال المدنية الخاصة بالمشروع، بدءً من صبّ الركائز الكونكريتية التي تحيط بالحرم المطهّر مروراً بكافة الأعمال الكهربائية وشبكات المياه ومنظومات الإطفاء والصوت والإنارة وعمليات التغليف وباقي الأعمال الفرعية التي لها صلة بالمشروع المذكور ومسؤولية الاتفاق مع الشركات الأجنبية لتنفيذ الهيكل الحديدي والأعمال الزجاجية بالتنسيق مع العتبة العباسية المقدسة، وبإشراف مباشر من قبل قسم المشاريع الهندسية فيها.