موكب العزاء
يُذكر أنّ العتبات المقدسة في كربلاء تخرُجُ بمواكب عزائية خاصة بمناسبات وفيات أهل البيت(عليهم السلام) على مدار السنة، ويكون انطلاق هذه المواكب إمّا من العتبة الحسينية إلى العباسية أو بالعكس.
والإمام السجاد هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)،الإمام الرابع من أئمّة أهل البيت. ويُكنّى أبا الحسن وأشهر ألقابه زين العابدين والسجّاد. واُمّه شاه زنان بنت يزدجرد، وكان أمير المؤمنين(عليه السلام) قد ولّى حريث بن جابر الحنفي جانباً من المشرق، فبعث إليه بنتَي (يزدجرد)، فنحل ابنه الحسين(عليه السلام) شاه زنان فأولدها زين العابدين(عليه السلام)، ونحل الاُخرى محمّد بن أبي بكر فولدت له القاسم.
ولد(عليه السلام) في المدينة المنورة سنة (38هـ) وعاش مع جدّه أمير المؤمنين(عليه السلام) سنتين، ومع عمّه الحسن عشر سنين، ومع أبيه الحسين(عليه السلام) إحدى عشرة سنة، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة، واستشهد في المدينة المنورة مسموماً سنة (95هـ) وله من العمر يومئذٍ سبع وخمسون سنة.
لقد أجمعت كتب السير والتاريخ أنّ الإمام السجّاد(عليه السلام) كان قد أقعده المرض في أيام عاشوراء بنحوٍ لم يستطع النهوض، وكان يُغمى عليه فترةً ثمّ يفيق، وكان يتابع أحداث المعركة وهو على فراش المرض. وقد طلب من عمّته زينب(عليها السلام) في الساعة الأخيرة من المعركة أن تسنده للوقوف وتعطيه سيفه ليدافع عن والده الحسين(عليه السلام) حينما سمع واعيته: (هل من ناصرٍ ينصرني).
وبعد استشهاد الحسين(عليه السلام) تولّى الإمامة من بعده الإمام السجاد(عليه السلام) فقد جاءته زينب(عليها السلام) عندما أشعل الأعداء النار في خيم الأطفال والنساء تسأل عن التكليف في هذه الحالة فقال(عليه السلام) لها: يا عمّة فرّوا على وجوهكم في البيداء، وقد حاول الجيش الاُموي الكافر أن يقتل الإمام السجاد(عليه السلام)، ولكن حال الله سبحانه بينهم وبين ما يريدون.
فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يوم ولدت طاهراً وشهدت واقعة الطف الأليمة ويوم استشهدت مسموماً مظلوماً ويوم تبعث حياً.