مدنُ الجنوب تفرغ من ساكنيها، وكربلاءُ المقدّسة تزدحم بهم (تقريرٌ مصوّر)..

مدن الجنوب وكربلاء
مع اقتراب موعد شعيرة زيارة الأربعين في العشرين من صفر المظفّر بدت شوارعُ مدن العراق الجنوبية فارغةً تماماً من الناس، فالكلّ توجّه صوب كربلاء المقدّسة، إمّا سيراً على الأقدام أو بواسطة وسائل النقل، وقد اكتظّت الأخيرة بأعداد الزائرين الذين يُتوقّع أن يُسجّلوا رقماً قياسياً جديداً بأعدادهم لهذا العام.

فهذا الزحفُ الحسينيّ الهادر جاء كسوادٍ أعظم يزحف صوب ضريح نبراس الحرية معلنين الولاء له على أمد الدهر متحدّين الإرهاب الأعمى الذي يتربّص بهم كلّ حين.

وهذا الزحفُ قد خيّب ظنّ كلّ أعداء أهل البيت(عليهم السلام) الذين توقّعوا انحسار الأعداد الزائرين عن الأعوام السابقة بسبب الأوضاع الأمنية الحرجة التي يشهدها العراق في الآونة الأخيرة، لكنّ الواقع جاء مغايراً تماماً فالموالون تركوا كلّ ما يملكون وجاءوا صوب الحسين(عليه السلام) ليُعلنوا الولاء ويُجدّدوا البيعة، ويقولوا بأعلى صوتهم أنّ أنصار الحسين(عليه السلام) باقون على العهد مهما أجهد أحفاد يزيد(عليه اللعنة) أنفسهم قتلاً وتفجيراً، وليكونوا مصداقاً لكلام السيدة الجليلة زينب الكبرى(عليها السلام): (فوالله لن تمحو ذكرنا).

عدساتُ مصوّري شبكة الكفيل العالمية رصدت بعض المشاهد من بعض مدن الجنوب صباح اليوم (17صفر 1436هـ) الموافق لـ(10كانون الأول 2014م) وصوراً أخرى من محافظة كربلاء المقدّسة وهي توضّح الفرق الكبير بين أعداد الزائرين، فالأولى بدت كمدن أشباح والأخرى تكتظّ بالناس.

ومن الجدير بالذكر فقد استنفرت العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية كلّ إمكانياتهما الممكنة لاستقبال هؤلاء الزائرين، حيث عمدت إلى فتح مدن زائرين جديدة على مداخل كربلاء الرئيسية، بالإضافة إلى تجهيز المدن القديمة بكلّ اللوازم الضرورية لاستيعاب أكبر عددٍ ممكنٍ من الزائرين، بالإضافة إلى إعداد خططٍ أمنية وخدمية ونقلية الهدفُ منها إنجاح هذه الزيارة المليونية.