القهوة العربية على طريق الإمام الحسين(عليه السلام) لها طعمٌ آخر..

من بين عشرات الأنواع من الخدمات التي يتشرّف أصحابُ المواكب بتقديمها للحشود المليونية الحسينية هي تنوّعُ الأطعمة والأشربة، والتي امتازت بكمّيتها وكيفيّتها هذا الموسم، وما يُلاحظ بين موكبٍ وآخر هو قيامُ أصحاب المواكب الخدمية بتقديم القهوة العربية كإضافةٍ خاصةٍ ونوعية، فإنّ لها الأفضلية وتمتلك الخصوصية على ما يتمّ بذله، كونها عنوان الكرم ورمز الضيافة عند جميع البلدان الإسلامية لاسيّما العربية منها.

وللقهوة العربية الوقعُ الخاص لدى أهل العراق والقادمين من البلدان العربية وحتى بعض الدول الإسلامية لأداء زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).
اعترض طريقَنا أحدُ القائمين على توزيع القهوة وهو الحاج مزهر عبد جمعة صاحب موكب من أهالي الناصرية وقد نصب موكبه على طريق (بابل – كربلاء)، فهذا الموكب يقدّم أنواعاً مختلفة من وجبات الزائرين في الأوقات الثلاثة، لكنّ القائمين عليه أفردوا مكاناً لتوزيع القهوة وكان موقعه عند خروج الزائر من الموكب، فبعد أن يودّعه صاحب الموكب بعبارات الترحيب يقدّم له فنجاناً من القهوة العربية، يقول الحاج مزهر: "القهوة العربية رمزٌ من رموز الكَرَم عند العرب فهم يُفاخرون بشربها، وتُعَدّ مظهرًا من مظاهر الكرم وتقديرِ الضيف، فما بالك بالضيف إذا كان زائر الإمام الحسين(عليه السلام) والذي تتشرّف بخدمته ملائكة السماء والأرض".
أمّا الزائر أحمد علي فبيّن من جانبه: "القهوة تختلف رائحتها ونكهاتها بين بلدٍ عربيّ وآخر، ويختلف متذوّقوها من ناحية احتسائها بحسب كلّ بلد، فالبعض يفضّلها سوداء والبعض بيضاء وآخرون يفضّلونها بنّيّة، لكنّ طعمها ومذاقها على طريق الإمام الحسين(عليه السلام) يبقى له طعمٌ آخر ومميّز".