الحسينيّون والداعشيّون مَن المُنتَصِر؟؟!!..

بعيداً عن مداليلها ومصاديقها الروحية والمعنوية فإنّ الزيارة المليونية لأربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) والتي حلّت في وقتٍ أمنيّ أقلّ ما يوصف به "المتأزّم"، فإنّها في ذات الوقت بعثت رسالةً عظيمةً مفادها: "انهيار الأكذوبة الداعشية تحت أقدام ملايين الزوار".
فالحشود المليونية التي قطعت مئات الأميال والكيلومترات واجتازت مناطق كان فيما مضى البعضُ منها حواضن ومنابع إرهابيّة، كانت تبعث رسالة أو صرخة بوجه عرّابي الفتنة وغلواء التطرّف التكفيري لتُعلنها بيعةً أبديّة لأبي الأحرار(عليه السلام).
زيارةٌ كانت عنوان التحدّي لكلّ مزاعم الإرهاب والدواعش ومنافقي الفتن الطائفية والفتاوى الضالّة والمُضلّة.
وبدأت مسيرةُ العشق الحسينيّ نحو قبلة الأحرار على غير المعتاد، حيث كانت البداية منذ اليوم الأوّل من صفر الخير واستمرّت بالتزايد لتصل ذروتها قبل موعد الزيارة في العشرين منه بثلاثة أيام، حيث غصّت المدينة ومراقدها المقدّسة من جهة بجميع فنادقها وساحاتها وأرصفتها وشوارعها وسط استنفارٍ أمنيّ وخدميّ كبير، ومداخلها الرئيسية من جانب محافظة (النجف وبابل وبغداد) بطرقاتها الرئيسية والفرعية وحتى النيسمية من جهة أخرى، فكانت حالة توازن بين من يفد ومن يخرج وجميعها تؤدّي أعمال الزيارة والدعاء وتأكل وتشرب وتبيت إن استلزم الأمر، فماذا صنعتَ بعاشقيك سيدي؟ لقد فاق عشقهم كلّ التصورات وتجاوز كلّ الحدود وتعدّى خطّ الإدراك، أهو حبّ أم عشق أم هيام أم تراه ولهاً لم تسمع أُذُنُ الدنيا بمثله؟؟
لكنّها يدُ السماء التي تكفّلت برعاية وتسديد كلّ ما يخصّ موسم الولاء الحسيني الهادر، وما ذاك إلّا لأنّ الحسين أعطى لربّه كلَّ شيء فأعطاه ربُّه كلَّ شيء.