جئناك يا أمير المؤمنين لنعزّيك ونواسيك بمصابك..

جئناك يا أمير المؤمنين يا علي بن أبي طالب(عليه السلام) لنعزّيك بمصابك الجلل لفقدك أخاك وابن عمّك، هذا هو لسان حال المؤمنين المتوجّهين لزيارة المرقد الطاهر للإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فهذه الحشود الإيمانية لم تكن لتتحمّل أعباء السفر وتتجشّم عناء الطريق إلّا لتجديد العهد على استلهام الدروس والعبر من سيرة رسول الإنسانية الذي استُشهد بعد أن أدّى رسالته ونصح لله وأمّة المسلمين, مستحضرين مواقفه المشهودة في وجه الكفر والإلحاد أثناء نشر رسالته السماوية على البشرية أجمع.
هذا وقد شهدت محافظة النجف الأشرف إقامة مجالس العزاء ونصب المواكب الخدمية لاستقبال الزائرين والمعزّين الذين يحيون كلّ عامٍ هذه المناسبة الأليمة عند مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ويأتي ذلك بعد أسبوع من انتهاء الزيارة المليونية الحاشدة التي شهدتها كربلاء المقدسة بمناسبة أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) وسط إجراءاتٍ أمنية وخدمية واسعة لتوفير المناخات الآمنة للزائرين وتقديم أفضل الخدمات لهم.
يُذكر أنّ العتبة العلوية المقدسة استنفرت كوادرها العاملة في مختلف الأقسام لخدمة الزائرين من خلال تهيئة أماكن المبيت في صحن فاطمة الزهراء(عليها السلام) فيما عملت كوادرها على تهيئة مئات الآلاف من الوجبات الغذائية اليومية لهم، وعملت كذلك على توفير جميع الخدمات الصحية والأمنية واللوجستية وأجواء الزيارة والعبادة رغم ضيق المكان والأعداد الهائلة التي زحفت الى المرقد العلوي الطاهر.