رغم التهديدات الإرهابية والتكفيرية: سامراء العسكريَّيْنِ تفتحُ ذراعيها لاستقبال المعزّين والمواسين..

التهديداتُ الإرهابيةُ والتكفيرية عجزت عن ثني عزيمة وشوق آلاف المؤمنين من محبّي أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام) ولهفتهم لزيارة العتبة العسكرية المطهرة في ذكرى استشهاد الكوكب الحادي عشر من أئمة الهدى(عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام).
فقد كانت مدينة سامراء المقدسة على موعدٍ مع حشودٍ غفيرة قدمت من مختلف المحافظات لأداء مراسيم زيارة تعزية الإمام الحجّة المنتظر صاحب العصر والزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف) بذكرى شهادة والده الإمام الحادي عشر من أئمة أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة الإمام أبي محمد الحسن بن عليّ العسكريّ(عليه السلام)، والتي تجسّدت فيها الصورةُ الحقيقةُ للموالين لأهل بيت النبوة(عليهم السلام) وتجديد العهد معهم والتمسّك بخطّهم ونهجهم الرساليّ من خلال إحياء ذكراهم العطرة وهم يرفعون رايات الحزن والأسى لإحياء مراسيم المناسبة الأليمة ويقدّمون آيات العزاء للإمامَيْن العسكريَّيْن(عليها السلام) بهذا المصاب الجلل, للمضيّ والسير على نهجه القويم والاستلهام من فكره النيّر وسيرته المباركة.
والإمام الحسن العسكري(عليه السلام) هو الحادي عشر من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، وكنيته أبو محمد. ولُقّب بـ"العسكري" نسبةً إلى المحلّة التي سكنها هو وأبوه في سامراء والتي كانت تسمّى (عسكر)، ولد(عليه السلام) في المدينة المنوّرة يوم (14ربيع الثاني) وقيل (10ربيع الآخر) من سنة (232هـ).
واستشهد يوم الجمعة (8ربيع الأول) من سنة (260هـ) وكان استشهاده جرّاء مرضٍ رافقه ثمانية أيام نتيجة عملٍ عدوانيّ قام به المعتمد العباسي إذ دسَّ إليه السمَّ في طعامه. ودُفِنَ(عليه السلام) إلى جنب أبيه في سامراء وكان عمره (28سنة) وقد نصّ عليه أبوه بالإمامة قبل استشهاده أيضاً، وكان(عليه السلام) أفضل أهل زمانه بعد أبيه لاجتماع صفات الأفضلية فيه، كريماً سخياً ما قصده ذو حاجة ورجع خائباً، وكان على جانبٍ كبير من العبادة والزهد والتقوى والورع.