عند مرقدَيْ الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) أهالي مدينة الإحساء يستذكرون شهداء (الدالوة)..

التشييع الرمزي
تفقد الأمّةُ العديدَ من أحبّتها وأعزّائها بينما تبقى علقتهم وذكراهم راسخةً في الأذهان تبعاً لأمورٍ عديدة تقع في مقدّمتها الطريقةُ التي سقطوا بها حين توفاهم الله تعالى وتأريخُها، ومدينةُ الإحساء السعودية إحدى المدن التي فُجِعَت ليلةَ العاشر من محرم الحرام (1436هـ) وفي مأتمٍ من المآتم التي تُقام لسيّد شباب أهل الجنة في حسينية المصطفى(صلّى الله عليه وآله) في منطقة (الدالوة) تحديداً شرق السعودية بثلّةٍ طيّبةٍ اغتالتها يدُ الإرهاب التكفيريّ الأعمى من خوارج العصر ونواصب هذا الزمان.
وفي بادرةٍ تدلّ على عُمْق التعلّق بهؤلاء الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة وهم يُواسون إمام زمانهم (عجل الله فرجه الشريف)بمصاب جدّه السبط الشهيد(عليه السلام)، قام أهالي الإحساء باستذكارهم في مدينة سيد الشهداء(عليه السلام) وعند مرقده ومرقد أخيه(عليهما السلام) في كربلاء المقدّسة، حيث حُمِلَت نعوشٌ رمزيةٌ تقدّمت موكباً عزائيّاً اشترك فيه أهالي المدينة من الذين تشرّفوا بزيارة كربلاء المقدسة، حيثُ طاف الموكبُ صحنَ المولى أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) لينطلق باتّجاه مرقد أخيه وحامل لوائه أبي الفضل العباس(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمين الشريفين، وشاركهم في ذلك عددٌ من الزائرين من أهالي مدينة كربلاء وخارجها وعددٌ من منتسبي العتبتين المقدستين وسط أهازيج وقصائد شعرية رثائية للشهداء الأبرياء. وعند وصول الموكب للعتبة العباسية المقدسة وحين سقوط نظر المعزّين على شبّاك أبي الفضل العباس(عليه السلام) -كون أنّ دخولهم من باب القبلة- صمتت الأصوات وارتفع صوتُ النحيب والبكاء واغرورقت عيونهم بالدموع مستذكرين مواقف بطل العلقميّ وكيف فدى بمهجته الشريفة أخاه الحسين(عليه السلام) معتبرين شهداءهم كذلك ضحّوا من أجل الإمام الحسين(عليه السلام)، عُقدَ بعدها مجلسٌ للعزاء قرئت فيه بعضُ المرثيات الحسينية العزائية داخل الصحن الشريف.
يُذكر أنّ جريمة اغتيال الشهداء الثمانية الذين فُجعت بهم مدينةُ الإحساء ليلة العاشر من محرم الحرام لهذه السنة أثناء خروجهم من حسينية المصطفى في بلدة (الدالوة) -إحدى قرى الإحساء في السعودية- لم تألفْها هذه المدينةُ المعروفةُ بحبّها وولائها الحسينيّ الخالص.
ومن الجدير بالذكر أنّ المرجعَ الدينيّ الأعلى سماحةَ السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) قد أصدر مكتبُهُ بيانَ تعزيةٍ لأهالي الشهداء والمدينة مُخاطباً أهالي الإحساء:
"عظّم الله أجوركم وأجورنا بمصاب سيّدنا وإمامنا أبي عبدالله الحسين(صلوات الله عليه)، فإنّ الاعتداء الآثم الذي تعرّض له جموع إخواننا المشاركين في عزاء السبط الشهيد(عليه السلام) في حسينية المصطفى ببلدة (الدالوة) وأودى بحياة جمعٍ وجُرحَ فيه آخرون قد أوجع القلوب وأحزن النفوس فإنّا لله وإنّا اليه راجعون".
وأضاف المرجعُ الدينيُّ الأعلى: "إنّنا إذ نعزّيكم ونواسيكم في هذا المصاب الجلل نسأل الله العليّ القدير أن يحشر الضحايا الأعزّاء مع شهداء الطف(عليهم رضوان الله) ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويمنّ على الجرحى بالشِّفاء العاجل إنّه سميعٌ مجيب.. ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم".