قسم التربية والتعليم العالي: رسالة العتبة العبّاسيّة هي أنّ العلم بلا أخلاق كالجسد بلا روح

أكّد قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسيّة أنّ رسالة العتبة المقدّسة هي أنّ العلم بلا أخلاق كالجسد بلا روح.

جاء ذلك في كلمة ألقاها معاون رئيس القسم الدكتور حيدر الأعرجي في حفل التكليف الشرعي لطلبة مجموعة العميد التعليميّة.

وحضر الحفل الأمين العام للعتبة العبّاسيّة المقدّسة السيّد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين، ونائبه المهندس عباس موسى أحمد، وعدد من أعضاء مجلس إدارتها ومسؤوليها وعوائل الطلبة.
relatedinner
وفي أدناه نص الكلمة:

"إنّنا نجد خيرًا ونجد شرًّا ولكي يهتدي الإنسان لنجد الخير لابد من تكليف يكلّف به فالتكليف هو طلب ما فيه كلفة أو مشقّة فيصدق بمعناه العام على جميع أنواع التكليف، فالطالب والموظّف أو العامل؛ كل منهم مكلّف من جهة مختصّة للقيام بما كُلّف به، من الالتزام وتحمل المسؤوليّة والتكليف بمعناه الشرعي هو: إلزام المكلّف بمقتضى خطاب الشرع.

والتكليف تكليفان: تكليف يوجبه العقل وهو النظر في الأصول وإدراك النعم والبحث عن واهبها والمغدق بها لكي يُشكر، فالعقل يوجب شكر المنعم والامتثال له.

والتكليف الثاني يوجبه الشرع فبعد المعرفة بالأصول وطلبًا لشكر المنعم لابد من تكليف للعمل بالفروع وبذلك يكون التكليف هو زمن الدخول في رحاب طاعة الخالق المنعم وشكره،

والشروع بالمسار الذي رسمه لمخلوقه الإنسان المؤدّي به للنجاة ودار القرار لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ،

وباجتماعنا هنا للاحتفاء بأبناء العميد في يوم دخولهم إلى رحاب الشكر والتكليف رُبَّ سائل يسأل، ما لكم وهذا؟، انشغلوا بتعليم الحرف ورسمه، والحساب وفهمه، وعلوم الطبيعة وما فيها من أمثال.

وله نقول أنّ رسالة العتبة العباسيّة المقدّسة والتي تريد إيصالها عَبرَ قسم التربية والتعليم العالي فيها هي أنّ العلم بلا أخلاق كالجسد بلا روح، فإذا كانت الأوطان تبنى بالعلم فهي تبقى وتحيا بالأخلاق وتتجسد الأخلاق بعدم مخالفة الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، ولأجل عدم المخالفة لابد من العمل بالتكليف ولا بد أن نهدي ابناءنا طريقًا مضاءً مليئًا بالعلامات الإرشادية والتحذيرية نهايته النجاح والفلاح لا طريقًا مضلمًا نهايته الخسران والضياع.

ومن هذه البقعة التي هي إحدى بقاع سيد الماء والإباء وحامل اللواء المولى ابي الفضل (عليه السلام) نقدم نصحًا لأنفسنا ولشركائنا أولياء الأمور الكرام. فاليوم كل الآباء والأمهات في زحمة هذه الحياة منهمكون بالعمل من أجل توفير عيش كريم وتعليم جيد لأبنائهم وفي خضم هذا الانهماك، لنتوقف برهة من الزمن ونسأل أنفسنا ما عنوان مانقدمه لأبنائنا؟ أهو رعاية أم تربية؟ إنّ الانشغال بتوفير ذلك من دون الالتفات إلى بناء شخصية وكيان لهؤلاء اليافعين، شخصية يراد لها أن تكون متكاملة في الأخلاق والعلم والورع وأن عدم الالتفات لهذا يجعلنا كمن يضعهم على شفى جرف هار والعياذ بالله، فتكليفهم تكليفنا فأعينونا بقوة وقد ادرجنا مجموعة من التحديات التي علقناها في هذه المنسدلات لنحاكي بها وعيكم أيها الشركاء لتتحد ايادينا واياديكم من اجل تذليلها والوقاية منها.

يؤكد أهل البيت (عليهم السلام) على عدم اقتصار تربية الأولاد على الأبوين فحسب بل هي مسؤولية اجتماعية تقع أيضًا على عاتق جميع أفراد المجتمع فيقول الاِمام الصادق (عليه السلام) : "أيّما ناشئ نشأ في قوم ثمّ لم يؤدّب على معصية ، فإنّ الله عزّ وجلّ أوّل ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقه".

فالإمام (عليه السلام) يحدّد المسؤولية الجماعية عن التربية الحسنة، ويكشف عن الترابط القائم بين التربية والتعليم ، وبين موجبات إدرار الرزق وحبسه.

إنّ لهذه الدقائق والساعات من تواجد أبناء العميد في هذه الرحاب وأمام أهليهم ومعلميهم يراد لها أن تطبع بأحرف من نور في أذهانهم فهي لحظات من المسؤولية والقداسة لحظات للانتقال من جهل إلى علم لحظات للشروع بالمسير نحو ما اختطه الله لتكريم الإنسان لحظات للدخول في مصداق المؤمنين ويكون تذكرهذه اللحظات في قادم الزمن كالموجه الذي يصحح المسار إذا ماشابه شيء من الزيغ او الحيود.

وتحت شآبيب هذه الرحمة الإلهية نرفع الأيادي بالدعاء بأن يديم الله خيمة هذا الوطن مرجعيتنا الدينية أورف الله ظلها وزاده وأن يحفظ بلدنا العراق.

ويهدف حفل التكليف الشرعي للبنين لتعزيز الوعي الديني والثقافي للطلبة، وبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية.