جانب من المجلس
فضلاً عن إلقاء محاضراتٍ دينية ومجلس عزائي شارك فيه الشيخ فرحان الساعدي الذي بيّن قائلاً: "إنّ سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السلام) تمثّل الحقّ بعينه، والذي به يُميَّز الحقُّ عن الباطل، وإنّ الإسلام يؤكّد على مكانتها الكبيرة في جميع كتب السيرة والحديث، وإنّ هذا المهرجان جاء لتقوية المفاهيم التي تنسجم مع ديننا ومجتمعنا وإحياءً لأمر المعصومين(عليهم السلام)"، مشيراً إلى أنّ المهرجان جاء لمناسبة أيام شهادة الزهراء(عليها السلام)، وقد حضر المهرجان نخبةٌ من الشعراء العراقيّين الذين صدحت حناجرُهُم بحبّ أهل البيت(عليهم السلام) وأظهروا صوراً من ظلامتها.
وكانت للسيد عبدالصاحب الموسوي محاضرةٌ أيضاً قال فيها: "نحن ننتظر حكومةً عالميةً كبرى يقودها صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فأنتم أيّها العراقيّون الكرام كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً مسؤولون عن تقديم وتهيئة الظروف الملائمة لحكومة أهل البيت(عليهم السلام)، أمّا غيركم فمن الواجب عليهم أن يكونوا تبعاً لكم وأن يسيروا خلفكم لتحديد هذا الهدف وتحقيق هذا الهدف الأسمى بإذن الله تعالى فأنتم أهل الحبّ والمودّة لمحمّدٍ وآل محمد".
كما كانت هناك محاضرةٌ للشيخ حميد رمح أيضاً بيّن فيها: "لقد خلق الله تعالى الإنسان وزوّده بعنصرين: عنصر العقل ليكتشف الحقّ ويميّزه عن الباطل، وعنصر الإرادة ليختار ما يرى فيه صلاحه، وقد جعل الله تعالى العقل حجّة له على خلقه وأرشده الى طريق كماله، فعلّمه ما لم يعلم وعرّفه الغاية التي خلقه من أجلها بقوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وجاء به الى الحياة من أجل تحقيق هذه الغاية بعد أن أوضح له من خلال أنبيائه وكتبه معالم الهداية الربانية وآفاقها وطرقها ومستلزماتها، كما بيّن له عللها وأسبابها وأسفر عن ثمارها ونتائجها، وإنّ الأرض لا تخلو من حجّةٍ لله على خلقه له الأهلية والاستعداد التامّان للاصطفاء الإلهي، حيث يتولّى هذا الحجّةُ مهمّة الهداية بجميع مراتبها والتي تتلخّص في إبلاغ الرسالة الإلهية وتكوين أمّةٍ مؤمنةٍ بهذه الرسالة تؤمن بالإسلام مبدأً وبالشريعة قانوناً للحياة، واستطاعت تقديم الوجه المشرق للقيادة الربّانية الحكيمة المتمثّلة بقيادته(صلّى الله عليه وآله) ومن بعده عترته الطاهرة، لقد حفلت حياتهم(صلوات الله عليهم) بأنواع الجهاد والصبر على طاعة الله والدعوة اليه، وفي طليعة العترة الطاهرة سيّدتنا الطاهرة الزهراء البتول بنت النبيّ الأكرم وزوجة وصيّه وأمّ الأئمة الأطهار(صلوات الله عليهم أجمعين)، والتي عاشت مِحَنَ تبليغ الرسالة الإلهية منذ نعومة أظفارها، نسأل الله تعالى أن يوفّقنا للسير على نهجها والثبات على ولايتها وولاية بعلها".