أحدى مراحل العمل
وأضاف: "تعتبر المرحلة التي تمّ الانتهاء منها من أهمّ المراحل وهي في داخل الصحن الشريف، وكما تمّ تنفيذها سابقاً في إنشاء سرداب الإمام الجواد(عليه السلام) وهي عملُ جدارٍ كونكريتيّ عبارة عن ركائز كونكريتية تنزل لعمق (12متراً) تحت الأرض، وتحيط بالموقع المراد حفره وعمل السرداب فيه بالكامل، وهي في الحقيقة تكون أطول عملية من ناحية الفترة الزمنية، فهي عبارة عن (بايلات) ركائز كونكريتية تُحفر ابتداءً بعد سحب المياه الجوفية، وبعد ذلك يتمّ استخراج الأطيان والمواد العالقة وتنزيل هيكل حديدي بنفس حجم الحفر ويتمّ تسليح هذه الركائز داخل الهيكل الحديديّ ثم تأتي عمليّة صبّها بالخرسانة".
وأضاف: "بلغ عددُ هذه الركائز (300) ركيزة كونكريتية تقريباً، وكانت هذه من أصعب المراحل والحمد لله تمّ إنجازها بالكامل، لأنّنا لا نستطيع ترك الركيزة طويلاً فعند حفر الركيزة يكون من الخطر تركُها لفترةٍ بدون صبّ، لأنّه سيكون فيها تجمّع مياه ويؤدّي هذا التجمّع للمياه الى انجراف التربة، لذلك يكون العمل فيها سريعاً ومتكاملاً، حيثُ تُحفر الركائز وتُسلّح وتُصبّ بعد سحب المياه في يومٍ واحد وفي اليوم الثاني نُباشر بمجموعةٍ أخرى وهكذا، وهي المرحلة الرئيسية للمشروع".
وبيّن الصائغ: "باشرنا الآن بالمرحلة الثانية وهي مرحلة حفر السرداب، حيث أصبح لدينا جدارٌ كونكريتيّ كامل محيطٌ به من جميع الجهات، ونحن نحفر على عمق (5,5م) ليكون لدينا ارتفاعٌ صافٍ بعمق نحو (7م) من مستوى أرضية الصحن الشريف، على أن تغطّى الأرضية بمادة حصى الجلمود وبارتفاع (50سم) ثمّ طبقة من (السسبيس)، بعد ذلك يتمّ نصب وتسليح الجدار الكونكريتي الرئيسيّ للسرداب، وهذا الجدار يعطينا استقامة أبعاد السرداب ونأخذ من خلاله الوزن المضبوط، ونحمي هذا الجدار بطبقات من القير واللبّاد لمنع تسرّب الرطوبة، ثمّ نقوم بعملية تسليح الأرضية وصبّ الجدران ونستمر بهذه الحلقات حتى نصل الى صبّ السقف، وكما في إنشاء السرداب السابق يتمّ على شكل مراحل متسلسلة وتنفّذ تباعاً".
يُذكر أنّ سرداب الإمام الحسين(عليه السلام) والتي تقوم شركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية بتصميمه وتنفيذه يقع في الجهة الغربية من العتبة المقدّسة وفي المنطقة المحصورة بين بوابتي صاحب الزمان والإمام الحسن(عليهما السلام)، وتبلغ مساحته (1000م2) تقريباً، بطول (66م) وعرض (14,2م) وهو مزوّد بكافة وسائل الراحة للزائرين فضلاً عن مصاعد كهربائية وسلالم للنزول والصعود من غير تقاطع مع حركة الزائرين، وهو من المشاريع التي أولت لها العتبةُ العباسية المقدسة أهميةً كبيرةً وجعلتها في مقدّمة المشاريع التي تنفّذها، باعتباره باكورةً لمشاريعها الاستراتيجية التي لم تألفْها وتشهدْها العتبة المقدّسة بصورةٍ خاصة وباقي العتبات المقدّسة في العراق بصورةٍ عامة كونه الأوّل من نوعه، عادّةً إيّاه نقلةً نوعيةً مهمةً وانعطافةً عمرانية جمعت عراقة وقداسة المكان مع الحداثة بأسلوبٍ فنيّ حديثٍ غاية في الروعة من الناحية التصميمية والتنفيذية، وقامت العتبةُ العباسية المقدّسة بتسخير الإمكانيات أجمع من أجل إتمام وإنجاز هذا المشروع الحيويّ في الوقت المحدّد له.