إحياءً لذكرى وفاة السيّدة أمّ البنين(عليها السلام): العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية تُعلنان الحداد وتتوشّحان بالسواد..

موكب عزاء العتبتين المقدستين
أمّ البنين.. عنوانُ النبل والوفاء وأمّ الأربعة النجباء، وحليلةُ الوصيّ أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي تباهت به ملائكة السماء، وهي التي أنجبت ذاك القمر وثلاثة أنجمٍ غرّاء، فالسلامُ على من تطالب بحقّها وحقّ ولدها يوم الحساب فاطمة الزهراء(عليها السلام)..
يستذكر محبّو وأتباعُ أهل البيت(عليهم السلام) في هذه الأيام ذكرى حزينة على قلوبهم وهي ذكرى وفاة السيدة الطاهرة فاطمة بنت حزام الكلابية أمّ البنين(عليها السلام)، حيث فُجع آلُ بيت النبوّة(عليهم السلام) في سنة (64هـ) وتحديداً في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة بهذه السيدة التي كانت القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يُحتذى به، وكانت عنواناً للثبات والإخلاص والبسالة والتضحية والفداء والشرف والعزّة والكرامة في سبيل الحقّ والعدالة.
هذه السيدة المصون ما إنْ بلغها نبأُ شهادة الإمام الحسين(عليه السلام) يوم عاشوراء إلّا خنقتها العبرةُ فكانت تبكي بكاء الثكلى صباحاً ومساءً تعبيراً عن مشاعرها الصادقة وحزنها الدائم "فعلى مثل الحسين فلْيبكِ الباكون وليضجّ الضاجّون".
وامتثالاً لأمر الرسول الأكرم(عليه الصلاة والسلام) بمحبة ومودّة أهل بيته(عليهم السلام) وإحياءً واستذكاراً لكلّ ما يفرحهم ويحزنهم، ولكون هذه السيدة الطاهرة قد أحزنت بوفاتها آل بيت النبوّة(عليهم السلام) أحيت العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية هذه الذكرى بإقامة العديد من الفعاليات والنشاطات العزائية، فقد اتّشحت بالسواد وأعلنت حالات الحداد وأعدّت منهاجاً عزائياً خاصّاً بهذه المناسبة، هذا وقد شارك خَدَمَةُ العتبتين المقدّستين في موكبٍ عزائيٍّ كبير حيث اتّجه خدّامُ مرقد أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) بموكبِ عزاءٍ ومواساة، فاتّجهوا الى حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) لتقديم العزاء والمواساة كونه المعزّى في هذه الفاجعة وكان في استقبالهم خَدَمَتُهُ، ليُعقَدَ مجلسٌ عند مرقد أبي الفضل(عليه السلام)، وخلال مسيرة الموكب صدحت حناجرُ المعزّين المشاركين فيه بالهتافات التي بيّنت المكانة والمنزلة العظيمة لهذه السيدة الفاضلة(سلام الله عليها).
وقد توافدت جموعٌ من المؤمنين والمحبّين لآل الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) للعتبتين المقدّستين في مواكب عزاء ‏‏منذ صباح اليوم للمواساة وإحياء هذه الذكرى الأليمة.
فالسلام على أمّ البنين.. والسلام عليكِ يا من اختارها اللهُ زوجةً لأمير المؤمنين(عليه السلام))، السلام عليكِ يامن اختارها الله أمّاً للحسن والحسين(عليهما السلام)، السلام عليكِ يا من كانت أمّاً وفت بتربيتها لأولاد أمير المؤمنين(عليه السلام)، السلام عليكِ يا من فدت الأربعة لنصرة الحسين الشهيد، السلام عليكِ يا وفية لمحبة الحسن والحسين(عليهما السلام) وعلى بعلك أمير المؤمنين وعلى أبي الفضـــــــل العبــاس الذي فدى العين دون الحسين(عليه السلام)..