شرعت العتبة المقدسة بتقديم خدماتها الثقافية مع انطلاق أولى طلائع الزائرين سيرًا على الأقدام صوب محافظة كربلاء المقدسة، ونُشرت العديد من المحطات والمواكب الثقافية، من بينها الموكب الثقافي العام الذي يشترك في فعاليته عدد من أقسام العتبة المقدسة المعنية بالشأن الثقافي والفكري.
عرض إصدارات ونتاجات ثقافية
وقال المفوّض العام لجمعية كشافة الكفيل التابعة لقسم الشؤون الفكرية السيد علي الأسدي، إنّ "الجمعية قدّمت عبر الموكب الثقافي العالمي فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، إذ عُرض 120 عنوانًا من نتاجات العتبة العباسية، شملت مؤلفات دينية، وثقافية، وتعليمية، تبرز أهمية العلوم والمعارف المستمدة من تراث أهل البيت (عليهم السلام)".
وأضاف "شهد الموكب تنظيم أكثر من مئة ورشة عمل استهدفت فئات عمرية مختلفة، وركزت على تنمية المهارات الشخصية والتطوير الفكري، إضافة إلى 30 جلسة حوارية، و14 مسرحية ذات طابع تربوي وتعليمي؛ بهدف تعزيز القيم الأخلاقية والدينية لدى المجتمع، عبر قصص درامية مستوحاة من تاريخ أهل البيت (عليهم السلام)"، لافتًا إلى أنّ "عدد الزائرين الذين توافدوا إلى الموكب بلغ نحو 472.000 زائر".
فعاليات متعددة في المحاور المؤدية إلى كربلاء
مع وصول الزائرين إلى مدينة كربلاء المقدسة، أقام القسم فعاليات وبرامج ثقافية وفكرية ومسابقات، في المحاور المؤدية للمدينة (النجف-كربلاء)، و(بغداد-كربلاء)، و(بابل-كربلاء).
وتنوعت الأنشطة التي قدّمها قسم الشؤون الفكرية لزائري الأربعين، إذ قدّم مركز الفكر والإبداع التابع للقسم عرضًا مميّزًا لأكثر من 400 إصدار متنوع في معرض للكتاب على طريق الزائرين، شمل مجموعة من الموسوعات، والكتب الدينية والفكرية والثقافية، ومجلات، وكتيبات، ونشرات متنوعة، بالإضافة إلى إقامة المسابقات التفاعلية.
بدورها أطلقت دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) التابعة للقسم، حملة تثقيفية تتضمن توزيع منشورات تضم معلومات قيمة عن العلاقة الروحية بين النبي محمد (صلى الله عليه وآله) والإمام الحسين (عليه السلام)، إذ أُعدّ 1000 منشور صُمّم بمحتوى يسهل استيعابه، مما يساعد في جذب انتباه الزائرين وتسهيل نقل المعلومات إليهم.
إطلاق فعاليات الموكب الثقافي العام في ثلاثة محاور
أقامت العتبة العباسية موكبها الثقافي العام، الذي يشترك في تنظيم فعاليات محطاته المتنوعة عدد من أقسام العتبة المقدسة، تصب جميعها في خدمة الزائرين، عبر تقديم العديد من البرامج القرآنية والندوات الثقافية، والمحاضرات الدينية، بالإضافة إلى معارض الكتاب، والتطبيقات الرقمية، والمسابقات، والاستشارات الفكرية؛ من أجل زيادة الوعي في الجوانب الثقافية والتعليمية.
وانطلقت فعاليات الموكب في ثلاثة محاور مؤدية إلى مدينة كربلاء وهي: جامعة العميد محور (النجف-كربلاء)، ومجمع الشيخ الكليني (بغداد-كربلاء)، ومجمع العلقمي (بابل-كربلاء).
عضو اللجنة العليا للموكب السيد علي البدري، قال إنّ "المحطات تقدم معلومات وبرامج فكرية وثقافية، ومعارض للكتاب ومحطات استفتائية للزائرين المتوجهين صوب كربلاء؛ بهدف حثّهم على التفكر في قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وتسليط الضوء عليها، للنهل مما حدث فيها والاستفادة منه في حياتنا اليومية".
الموكب يتضمن محطات متعددة منها، محطة فتية الكفيل الثقافية التي تتعدد فعالياتها، ومعارض للكتاب، ومحطات نهج البلاغة، ووصايا المرجعية الدينية العليا، وأخرى تجسد جزءًا من أحداث واقعة الطف عبر تقنية الواقع الافتراضي(VR)".
ويشتمل الموكب في محور (النجف - كربلاء) على محطة لمتحف الكفيل، تضمّ مجسمات مستنسخة للنفائس وقطع الأرابيسك، ومجموعة من المنسوجات اليدوية، إذ ستكون المحطة استراحة ثقافية يتزوّد منها الزائر لتنشيط ذاكرة الثقافة المتحفية لديه.
وتمثّل محطة وصايا المرجعية إحدى محطات الموكب إشارات مرجعية مهمّة، توجّه الشباب وتحثّهم على التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية في حياتهم اليومية، في إطار الجهود المستمرة لتوجيه الشباب نحو مسار الفضيلة والقيم الدينية.
خدمات دينية وقرآنية
أقام قسم الشؤون الدينية محطات تبليغية متعددة، تقدم مجموعة من الخدمات التثقيفية والتوعوية، منها الإجابة عن الأسئلة الدينية المتعلقة بالفقه والعقائد، وتوضيح المفاهيم الضرورية، وتوزيع الإصدارات الدينية والمطويات التي تتناول موضوعات تتعلق بالزيارة، إلى جانب نسخ زيارة الأربعين المخصوصة، وتوعية الزائرين عن طريق توضيح خطورة المخدرات لهم وضرورة الابتعاد عنها، بحسب معاون رئيس القسم الشيخ عادل الوكيل.
وأضاف الوكيل أنّ "هذه الجهود تهدف إلى تحقيق التبليغ الشامل والدعوة إلى الله، وفق تعاليم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وتوفير أفضل الخدمات التبليغية لضيوف الإمام الحسين (عليه السلام) في أثناء زيارة الأربعين المباركة".
فيما قدّم المجمع العلمي للقرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة، عددًا من الخدمات الفكرية، والثقافية، والدينية، والفنية، للزائرين، من بينها محطات قرآنية ومحاضرات للوعظ والإرشاد، ومحافل قرآنية، ومجالس حسينية، بالإضافة إلى الفعاليات الإيمانية كالممارسة العبادية اليومية والختمة القرآنية، وقراءة الزيارة، والأدعية المخصوصة، بمشاركة نخبة من الخطباء والمنشدين، عبر موكب أمير (القرّاء الثقافي)، لتعزيز القيم الدينية والتماسك الأخلاقي المجتمعي.
كما أطلق المجمع فعاليات (برنامج القرآنيّ الصغير)، الذي يجمع بين التعلم والترفيه للصغار، و(المرسم الحسينيّ)، الذي يضمّ فقرات للرسم، والتلوين، ويعمل على تثقيف الأطفال المشاركين بتاريخ أهل البيت (عليهم السلام) وسيرتهم، ويتضمّن ألعابًا فكرية تفاعلية غنية بالأسئلة القرآنية، ومصحف ثمرة الأربعين.
خدمات معرفية لزائري الأربعين
يقدّم قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية، عطاءً معرفيًّا لزائري الأربعين منذ اليوم الأول من شهر صفر الخير، ويستمر حتى انتهاء الزيارة، عبر خمس محطات ثقافية، اثنتان في طريق النجف، واثنتان في طريق بابل، وواحدة في طريق بغداد.
وتقدم هذه المحطات خدمات معرفية متعددة، وتتضمّن معرضًا للكتاب وفعاليات ثقافية ودينية متعددة، كالمسابقات والاستفتاءات الشرعية، وتعليم الزائرين القراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
ويأتي تنظيم هذه المحطات استثمارًا للزيارات المليونية في نشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) وعلومهم، وتثقيف الزائرين نحو الاهتمام بالتراث الإسلامي وإحيائه والاستفادة منه.
محطة لنشر الثقافة المتحفية
أكد رئيس قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات السيد صادق لازم الزيدي، إنّ "القسم أقام محطة متحفية ضمن الموكب الثقافي العام، تهدف إلى تنشيط الحركة الثقافية والفكرية، عبر التعريف بمقتنيات المتحف، وتضم بعض النفائس والمقتنيات الموجودة في متحف العتبة العباسية المقدسة لإثراء المجتمع في الجانبين التراثي والمتحفي".
وأضاف أنّ "المحطة تعرض مقتنيات مستنسخة للقطع الأصلية، صنعتها ملاكات وحدة الصب والقولبة، إلى جانب التعريف بالأعمال الفنية في المتحف من صيانة المنسوجات وترميمها وعمل (الأرابيسك)".
مؤسّسة الوافي للتوثيق والدراسات تقيم معرضًا توثيقيًّا
افتتحت مؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات في العتبة العباسية المقدسة، معرضًا توثيقيًّا لجرائم النظام البائد بحق الشعب العراقي وزائري الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال رئيس المؤسسة السيد أحمد صادق، إنّ "المؤسسة افتتحت معرضًا صوريًّا، يسلط الضوء على الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب العراقي وزائري الإمام الحسين (عليه السلام)، على طريق الزائرين المتجهين صوب كربلاء المقدسة في محور (كربلاء – النجف)، عند مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) الخدمي؛ لتذكير الأجيال بالجرائم التي تسبب بها النظام البائد لزائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)".
من جانبه ذكر معاون رئيس المؤسسة الشيخ بدر العلي أنّ "المعرض يتضمن فقرات متعددة، منها: عرض لافتة بطول 48 مترًا، تمثّل المخطط الزمني لجرائم النظام البائد، إذ تضم 15 جريمة كبرى ارتُكبت بحق الشعب العراقي، تبدأ منذ انتفاضة صفر عام 1977 مرورًا بالمقابر الجماعية، وصولًا إلى انتفاضة 1999، إضافة إلى صور لعلماء الدين وشهداء الحوزة العلمية".
وبيّن أنّ "المعرض يتناول جرائم النظام البائد ضد زائري الأربعين، بما في ذلك الخطط التي وُضعت لمحاولة القضاء على هذه الزيارة المليونية، والممارسات التي ارتُكبت ضد مواكب الخدمة الحسينية".
وتسعى العتبة العباسية المقدسة إلى استثمار الزيارات المليونية، ولا سيّما زيارة الأربعين المباركة، لتوفير أفضل الخدمات، وتسخير كل الإمكانات في خدمة المجتمع، ونشر معارف أهل البيت (عليهم السلام) وعلومهم وتراثهم.