قبة الأمير
هذا بحسب ما تحدّث به لشبكة الكفيل رئيسُ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، وأضاف: "تمّت إزالة البلاطات الذهبية القديمة وموادّها الرابطة وصولاً الى البدن الأصليّ للقبّة، لتتمّ بعدها أعمال الصيانة التي جرت بطرقٍ فنية وهندسية حديثة، فقد تمّ استخدام مادة الإيبوكسي والألياف الكربونية التي أثبتت نجاحها وجدارتها في صيانة قبة العتبة العباسية المقدّسة من خلال طلائها بها، حيث زادت من تماسك وقوّة القبة الشريفة، بالإضافة الى وضع طبقةٍ إسمنتية مخلوطة وفقاً لنسب معيّنة تتلاءم وطبيعة بنائها، وتمّ تركيب (3,426) بلاطة ذهبية بقياسٍ مطابق للقياس القديم والبالغ (24سم×24سم)، أي أعمال تذهيب فقط للبلاطات المعدنية وعمل بلاطات جديدة للتالفة منها أو التي تحتاج الى تبديل، وباستخدام تقنية الطَرقْ على جلد الغزال في أعمال التذهيب التي تجري في ورش العتبة العباسية المقدّسة واستُخدِمَ فيها الذهب عيار(24) بقياساتٍ مختلفة وبوزن (8 مثاقيل) من الذهب الخالص لكلّ بلاطة ذهبية والتي يبلغ سُمْكُها(2ملم)، وشملت هذه الأعمال كذلك الكتابات والنقوش الخاصّة بحزام القبّة الشريفة".
وتابع: "أمّا المرحلة الثانية من هذا المشروع والتي تمّت المباشرةُ بها فالأعمال تجري فيه على قدمٍ وساق وهو الجزء الواقع فوق حزام القبّة الشريفة، حيث تمّ في البدء قلعُ البلاطات الذهبية البالغ عددها (9,217) بلاطةً وترقيمُها من أجل إعادتها فيما بعد، وتجري عليها نفسُ الأعمال آنفة الذكر والخاصّة بالصيانة ومعالجة التشقّقات والمناطق التي تعرّضت الى أعمال قصفٍ أبّان فترة الانتفاضة الشعبانية المباركة وصولاً الى أعمال تركيب البلاطات الذهبية، وذلك بعد أخذ القياسات والأوزان الخاصة بالتركيب".
وبيّن الصائغ: "إنّ البلاطات الذهبية والنحاسية المرفوعة من القبّة تمّ تنصيبها قبل (263) سنة وأُعيدت صيانتها وتذهيبها بين عامي (1968-1970)، وجميع هذه الأعمال تجري بإشرافٍ وتنسيقٍ مباشرٍ مع قسم الشؤون الهندسية في العتبة العلوية المقدّسة".
يُذكر أنّ جميعَ تفاصيل المشروع تتمّ وفق رأي وتوجيهات المرجعية العُليا التي لها اطّلاعٌ كامل على المشروع وقد أكّدت على ضرورة الحفاظ على الطابوق المذهّب وضرورة إعادة جميع القطع الذهبية المرفوعة من القبّة بعد صيانتها من أجل الحفاظ على الجانب التراثي والروحيّ والآثاري، مشدّدةً على أنّ هذه الأمور يجب أن تُراعى ضمن أيّ مشروع يُنفّذ داخل مبنى العتبة لأنّه مبنى قديم تجاوز عمره (400) سنة، مع الحفاظ عليه من جانب البعد العبادي والروحي.
الجدير بالذكر أنّ تنفيذ هذا المشروع في إطار التعاون الفنّي بين العتبات المقدّسة، ويأتي بعد النجاح الذي حقّقته الكوادر الفنية للعتبة العباسية المقدّسة في أعمال تذهيب منائر حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) ومآذن مزار السيد محمد بن الإمام علي الهادي(عليهما السلام)، وبعد امتلاكها الخبرة الكافية في هذا المجال أصبحت تضاهي بل تتفوّق على الأعمال المشابهة والمنفّذة بعمالة أجنبية، حيث واصل قسمُ المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة سعيه لتنفيذ مشاريع مماثلة في باقي العتبات المقدّسة ومزارات العراق الشريفة والاستمرار بتقديم الأكثر والأفضل ضمن خطّته الداعية والداعمة إلى مواكبة التطوّر العلمي والعمرانيّ العالميّ، وشملت الخبرة هذه عمليات التصميم والتصنيع وما يتضمّنها من أعمال صناعة للبلاطات النحاسية والطرق واللصق لشرائح الذهب الخالص والتطعيم بالمينا والنقش وما يستتبعها من الفحوصات النوعية والبناء والتركيب.