دعماً للقطاع الصحي في العراق... العتبة العباسية المقدسة تباشر بمشروع أنشاء مصنع المحاليل الوريدية

جانب من الأعمال في أرض المشروع
تغطية للنقص الحاصل في القطاع الصحي، ومساهمةً منها في تطوير الصناعات الدوائية في العراق, باشرت العتبة العباسية المقدسة بإنشاء مشروع مصنع المحاليل الوريدية.

ويأتي هذا المشروع نظراً للحاجة الفعلية لهذه المادة وذلك بسبب النمو السكاني المتزايد، وليساهم مساهمة فاعلة في تغطية النقص في المنطقة عموماً، وليكون أحد المشاريع الخدمية العامة التي تقدمها العتبة للمواطن العراقي.

هذا ما تحدث به الأستاذ جواد الحسناوي عضو اللجنة الطبية في العتبة العباسية المقدسة وأضاف " تم تشكيل لجنة فرعية من قبل اللجنة الطبية لتحضير وتجهيز الأرض الخاصة بالمشروع وهي مكونة من الأخوة:

المهندس محمد الأشيقر.

الأخ سالم سعد السعدي.

الأخ رياض عبد الأمير المنگوشي".

مضيفاً "بعد أن أكملت اللجنة عملها، تم تسليم الأرض إلى الشركة المنفذة، وهي الشركة السورية الطبية الهندسية للتجارة (metco) لتجهيز المسقف, وأيضاً ساهمت الشركة كوسيط في التعاقد مع شركة (روميلاك) السويسرية - الألمانية الأصل - لتجهيز المكائن والمعدات الخاصة بإنتاج المحاليل الوريدية".

مبيناً "أن الجهة المنفذة لعموم المشروع هي شركة كيربي العالمية".

أما أن مساحة المشروع فقد أوضح (الحسناوي) "أن إجمالي الأرض المطلوبة للمشروع هي (6000م2)، لتكون مساحة المسقف الواحد (2800م2) إضافة إلى أبنية ملحقة بمساحة(300م2) ".

وعن مدة تنفيذ المشروع أوضح "أن مدة التنفيذ (من 18إلى 24) شهراً".

وبين (الأستاذ جواد) "لقد تم توقيع بروتوكول عمل مع وزارة الصحة العراقية لتجهيزها بجميع ما ينتج في هذا المشروع باعتباره من المشاريع الرائدة والمتطورة في هذا المجال".

ومن جانبه بين عضو اللجنة الطبية المذكورة الدكتور حيدر البهادلي " تكمن أهمية وضرورة إنشاء مشروع إنتاج المحاليل الوريدية(المغذيات) في عدم وجود معمل لإنتاج هذه المواد في العراق، بل أن عدد هذه المعامل قليل على مستوى العالم العربي عموماً، كما أن هذا المشروع يمثل قمّة الحضارة الدوائية لأن هذه المحاليل تُعطى مباشرة عن طريق الوريد إلى الدم، لذا فإن التعامل معها أو بها مهم جداً، وخطر في ذات الوقت".

وأضاف "فبعد أن قدمت العروض من ايطاليا والصين والهند وسويسرا، أحيل المشروع على شركة روميلاك السويسرية الرائدة في صناعة المكائن والآلات الخاصة بالمحاليل الوريدية، حيث أن قلب المشروع هي الماكنة الخاصة بصناعة العبوة البلاستيكية ثم ضخ المادة السائلة وغلقها بإحكام (BFS)".

أما المواصفات المعتمدة في المشروع فقد بين الدكتور حيدر "يتميز انتاج المشروع بأنه من أرقى المواصفات العالمية، وبطاقة إنتاجية(12,000,000) عبوة سنوياً.

مبيناً "أن المشروع في مرحلته الأولى سيقتصر على إنتاج المحاليل الوريدية(250)مل، ولكن من الممكن توسعته لإنتاج الـ(VIALS)(100) مل، والـ(AMPOULES)، أي أن المعمل يمكن توسعته للدخول في إنتاج مختلف الصناعات الدوائية إضافة الى المحاليل الوريدية.

وعن المراحل الأولية للمشروع أوضح عضو اللجنة المشرفة على التنفيذ الأستاذ سالم سعد

"باشر قسم الآليات في العتبة المقدسة بتهيئة الأرض المخصصة لإقامة مشروع إنتاج المحاليل الوريدية باستخدام آلياته المتنوعة والمتعددة الأغراض، فتمت المباشرة بأعمال المرحلة الأولى من مراحل المشروع وذلك بقشط التربة وإكسائها بالحجر(الجلمود) وبارتفاع(50)سنتيمتراً، ثم إكساؤها بالحصى الناعم (السبيس) وبارتفاع مناسب أيضاً، ثم تم حدل الأرض بين مرحلة وأخرى، لتكون الأرض بمستوى الشارع العام المجاور للمشروع، وبمساحة إجمالية (7) دونم.



يذكر أن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة قد بدأت منذ عامٍ تقريباً في إدخال الشركات الأجنبية لتنفيذ بعض مشاريعها بشكل جزئي من المشروع وتكميل الجزء الآخر بكوادر العتبة في قسميها الهندسيين بشعبهما المختلفة المتخصصة أو من خلال شركة عراقية باشراف تلك الكوادر (كما في مشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام بتسقيف صحنه الشريف ومشروع السقاء 2)، بعد أن توسعت وأصبح من الضروري إيجاد تلاقح في الخبرات بين كفاءات أقسامها وبين تلك الشركات.

جدير بالذكر أن العديد من أقسام العتبة العباسية المقدسة قد نفذت العشرات من المشاريع الكبيرة والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، في شتى المجالات منذ تأسيس جميع أقسام العتبة المقدسة بعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م، ومنها قسم الشؤون الخدمية فيها فقد نفذ العديد من المشاريع الخدمية طوال السنوات السبع الماضية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية الذي نفذ العشرات من المشاريع في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية والتبليغية، وقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً)، وشعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة المقدسة، اللذين نفذوا العشرات من المشاريع الكبيرة، وغير ذلك من الأقسام، وقد تم تنفيذ معظم مشاريع تلك الأقسام بكوادرها (وهي عراقية فقط) وأشرف كلاً منها حسب اختصاصه على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذته عمالة أجنبية(ومنها هذا المشروع).

وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي قد أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل في وقت سابق مفاده إن "الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب".