مصنع الجود للمحاليل الوريدية.. مشروع لتحقيق الاكتفاء الدوائي ودعم القطاع الصحي في العراق

تواصل العتبة العباسية المقدسة إسهاماتها الفاعلة في دعم القطّاعات الحيوية المختلفة في العراق، عَبرَ إطلاق سلسلة من المشاريع التنموية والخدمية والصحية التي تهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي ودعم القطّاع العام، ويأتي مصنع الجود لإنتاج المحاليل الوريدية كإحدى هذه المبادرات النوعية، التي تعكس حرص العتبة المقدسة على دعم القطاع الصحي، ما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة خِدمةً للعباد والبلاد.

افتتاح المصنع ودوره في الأمن الدوائي

وأعلنت العتبة العباسية المقدسة عن قرب افتتاح معمل الجود للمحاليل الوريدية الطبية، الذي يسهم في تحقيق الأمن الدوائي وتوفير ملايين القناني من السوائل المغذية، ويُعدّ هذا المشروع واحدًا من أبرز المبادرات الرائدة في مجال دعم القطّاع الصحي.

وقال رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور حيدر الشمري: إنّ "مصنع الجود للمحاليل الوريدية التابع للعتبة العباسية يُعدّ من المشاريع المتقدمة والمتميزة، ويضمّ أحدث الأجهزة التقنية الخاصة بإنتاج المحاليل الوريدية".

وأضاف أنّ "المصنع سيُلبي حاجة جميع المؤسسات الصحية من السوائل المغذية، وهناك حاجة ماسة له".

من جانبه أكّد وزير الصحّة الدكتور صالح الحسناوي في أثناء زيارته للمصنع أنّ "المصنع سيُسهم بشكل كبير وفعّال في تحقيق الأمن الدوائي للعراق، عَبرَ توفير ملايين القناني من السوائل المغذّية، سواء كانت لمؤسّسات وزارة الصحّة أو لمؤسّسات القطّاع الخاص".

التقنيات الحديثة والاستثمار في الخبرات

يعتمد المصنع على أحدث التقنيات العالمية والمواصفات الدقيقة لضمان إنتاج منتجات طبية عالية الجودة، ما يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية وتعزيز الصناعات الدوائية المحلية.

السيّد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين الأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة صرّح أنّه "بتوجيهِ المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسية المقدّسة السيد أحمد الصافي، اختيرت الأجهزة المصنّعة في مصنع الجود كافّة من أرقى المناشئ العالمية، فضلًا عن توفير ملاكات متخصّصة عراقية مع استشاريّين مختصّين بهذا المجال".

وأضاف أنّ "الاهتمام بأجهزة المصنع يأتي لضمان الخروج بمنتجٍ دقيق طبيًّا وعلى وفق المعايير العالمية، دعمًا للمؤسّسات الصحّية في البلاد وخِدمةً للمواطن العراقي".

وتابع أنّ "القريب العاجل سيشهد إطلاق الإنتاج وتزويد السوق المحلي بالمحاليل الوريدية، إذ إنّ نسبة الإنجاز في المعمل بلغت 98%".

بدوره أكّد وزير الصحّة الدكتور صالح الحسناوي، أنّ "مصنع الجود للمحاليل الوريدية يعدّ من المشاريع المتقدّمة، ويضمّ أحدث الأجهزة الخاصّة بإنتاج المحاليل الوريدية، إذ أخذ بنظر الاعتبار الاحتياج السنوي للعراق، الذي يصل إلى ملايين القناني من المحاليل، وبدلاً من أن تُستورد من الخارج يكون المُنتَج وطنيًّا".

وأضاف أنّ "المصنع متطوّر ويعتمد على النظام الإلكتروني، وتتمّ السيطرة على مراحل الإنتاج كافّة بنظام الأتمتة".

معمل الجود ودعمه للقطاع الصحي

وأوضح رئيس قسم المشاريع الهندسية التابع للعتبة العباسية المهندس ضياء الصائغ أنّ "مصنع الجود يسهم في رفد القطاع الطبّي من المراكز الصحية والمستشفيات والعيادات في البلد، بمادة المغذّي التي تدخل في أغلب العمليّات العلاجية والجراحية، فضلًا عن المحاليل الوريدية الأخرى".

وأضاف أنّه "سينتج الصناعات الدوائية بمواصفاتٍ عالية مطابقة للمواصفات العالمية، وبمكائن من مناشئ رصينة بدلاً من استيرادها من خارج البلاد، ما يحقّق نسباً متقدّمة من الاكتفاء الدوائي في السوق المحلّي، فضلاً عن تشغيل الأيدي العاملة وتوفير الأموال الصعبة للبلد".

وبيّن الصائغ أنّ "المصنع أُنجز بمواصفاتٍ عالية جدًا بالاستعانة بخبراء خارجيّين ومحلّيين، لما تتطلّبه الصناعات الدوائية من عملٍ دقيق خلال مراحل إنتاجها".

بدوره قال السيد أحمد فالح أحد أعضاء وفد وزارة الصحة العراقية ورئيس الصيادلة: إنّ "العتبة العباسية تعمل بشكل ممتاز على دعم الصناعات الدوائية في العراق، عَبرَ إنشائها مصنع الجود للمحاليل الوريدية الذي باكتماله سيدعم الصناعات الدوائية الوطنية، ويحقّق نسبًا متقدّمة من الاكتفاء الدوائي في السوق المحلي".

وأضاف أنّ "خطوط العمل التي استقدمتها العتبة العباسية في معمل الجود للمحاليل الوريدية، تعدّ أكثر من رائعة بوجود ملاكات متخصّصة من دول ذات باع كبير في مجال الصناعات الدوائية، الأمر الذي سيساعد في مجال التدريب والتشغيل السريع للملاكات العراقية".

نسبة الإنجاز وخطط الإنتاج في مصنع الجود

وقال المشرف العام على المشروع المهندس حيدر شاكر رشيد: إنّ "زيارة لجنة وزارة الصحّة الأخيرة منحتنا الضوء الأخضر لتسجيل المشروع، وتحديث نسب الإنجاز المتعدّدة للأعمال المدنية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية، الخاصّة بمصنع الجود لصناعة المحاليل الوريدية".

واضاف أنّ "المشروع قُيّم من قِبل لجنة وزارة الصحة بأنّه أحد أفضل المشاريع الدوائية في العراق، ويعمل بمواصفات التصنيع الدوائي الجيد، ويواكب التقنيات الحديثة كافّة لإنتاج مختلف المحاليل الوريدية".

وتابع أنّ "المصنع يعمل على وفق رؤيا متكاملة لإنتاج أنواع متعدّدة من المحاليل الوريدية، تصل إلى 24 نوعًا ذات جودة عالية؛ بهدف دعم القطّاع الصحي في العراق" لافتًا إلى أنّ "العمل المباشر متواصلٌ لساعاتٍ متأخّرة مع الشركات الأجنبية المنصِّبة للأجهزة الخاصّة بالمختبرات، التي تمّ استيرادُها من مناشئ أوربية مرموقة".

وأوضح "أضفنا خطًّا لإنتاج تقنية جديدة خاصّة بالمحاليل الوريدية، بعد استِحصال الموافقات اللازمة من قِبل وزارة الصحة، إضافةً إلى خطّ التقنية المعمول بها في البلد، وأصبح لدينا خطّان للإنتاج بسعاتٍ مختلفة، ونطمح لزيادة قائمة المنتجات المصنّعة بتقنيّاتٍ متقدّمة من حيث سرعة الإنتاج والتعقيم".

وبيّن رشيد أنّ "المشروع واجه بعض التحدّيات خصوصًا في المراحل النهائية، التي تشمل الانتقال من تنصيب المشروع إلى مرحلة التشغيل الأولى، والدخول في مدّة الضمان مع مصنّعي الأجهزة المستخدمة في المشروع، إضافةً إلى الصعوبة بالتعامل مع الكوادر الأجنبية من حيث إعداد السكن ونقل الكوادر العاملة" مؤكّدًا أنّ "تعاون أقسام العتبة المقدّسة كافّة كان له الدور الأكبر في التغلّب على الصعوبات، وسيكون هذا المشروع من الدعامات الوطنيّة للصناعة الدوائيّة في العراق".