ضمن استراتيجية الاكتفاء الذاتي: العتبة العباسية المقدسة تفتح مشروع الخباطة المركزية وبمواصفات عالمية

جانب من المشروع المنجز
أنجزت الملاكات الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة مشروع الخباطة المركزية للخرسانة الجاهزة والتي تعد من مشاريع البنى التحتية والتي تعتمد عليها بقية المشاريع في سرعة إنجازها، وجودة المواد المستخدمة فيها.

هذا ما تحدث به لموقع الكفيل رئيس قسم المشاريع في العتبة المقدسة المهندس ضياء مجبد وأضاف" أن الخباطة هي من نوع (ميگا) تركية المنشأ، وتعمل بطاقة إنتاجية (60)م3 في الساعة، وقد أنجزت المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع مؤخراً من قبل الملاكات المتخصصة للعتبة، وهي مرحلة نصب وتشغيل الخباطة والمعدات الملحقة بها، فبعد أن تضمنت المرحلة الأولى من المشروع رفع الأنقاض وتهيئة الأرض، تضمنت المرحلة الثانية الأعمال المدنبة المتضمنة تهيئة الأسس وصب القواعد اللازمة لنصب أجزاء الخباطة وملحقاتها".

وأضاف " في البداية شرعنا بالتشغيل التجريبي وإنتاج الأمتار المكعبة الأولى من مادة الخرسانة (الكونكريت)، والحمد لله كانت نتائج فحوصات الانتاج جيدة جداً ودون أي عوائق أو إشكالات، كما أن المنتج كان وفق المواصفات المعتمدة عالمياً, وتم التشغيل بحضور الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة وعدد من أعضاء مجلس أدارتها ورؤساء أقسامها" .



وقد بين الصائغ " بتظافر جهود جميع الإخوة العاملين، وبالخصوص قسم المشاريع الهندسية وقسم الآليات في العتبة العباسية المقدسة، تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية بوقت قياسي، أما المرحلة الأخيرة فقد أُنجزت بعون الله تبارك وتعالى حيث أصرّ الإخوة في الموقع على تشغيل الخباطة في الوقت المحدد، إذ كان العملُ في الأيام الأخيرة يمتد حتى ساعات متأخرة من الليل، للخروج بأفضل وأدق النتائج، ووفق المواصفات والطاقة التصميمية للمشروع".

أما عن عمل الخباطة ومواصفات المواد المستخدمة فيها فقد بين مهندس المواد في المشروع المهندس عباس حسن محمد " عملنا هو السيطرة النوعية على المواد الأولية المعتمدة في الخلطات الخرسانية، حيث نقوم إبتداءً بالفحص المختبري لجميع المواد اللازمة الداخلة في انتاج الخرسانة من قبيل(الأسمنت، الحصو، الرمل، الماء، والمادة المضافة)، وبعد التأكد من نجاحها ومطابقتها للمواصفات الهندسية، يتم تجهيز الخباطة بالمواد ليتم التعامل معها عن طريق حاسوب خاص لتحديد نسب الخلط ضمن المواصفة المطلوب انتاجها، كما يتم أيضاً فحص الخلطات الخرسانية بعد خروجها من الخباطة، لمطابقتها للمواصفات المعتمدة عالمياً" مبيناً " الخباطة حديثة وتعتمد آخر التقنيات التي تجعل إنتاجها مميزاً، ومطابقاً للخلطات الملائمة لأجواء البلاد".



وعن عمل الخباطة المركزية بيّن الفني في المشروع قاسم محمد خضير" الخباطة حديثة وتعمل بنظامين الأوتوماتيك واليدوي، حيث إننا كنا نعمل سابقاً في الخباطات التقليدية بالنظام اليدوي فقط في خلط المواد الأولية المعتمدة، أما هذه الخباطة فيتم إدخال المعلومات والكميات المطلوبة الى جهاز السيطرة المبرمج بالـ (الكومبيوتر) ليقوم بدوره أوتوماتيكياً بتجهيز المواد اللازمة الى أحواض مزج المواد، ومن ثم التوقف أوتوماتيكياً عند تجهيز المواد المطلوبة، أما في حالة حدوث خلل أو توقف في النظام، فبالإمكان تشغيل الخباطة يدوياً، من خلال الجهاز الآخر الذي يتم التعامل معه يدوياً عند الطوارئ".

ولمشاهدة تقرير عن بداية المشروع أضغط هنا

وحول أهمية هذا المشروع في تحقيق خطوة جديدة على طريق الاكتفاء الذاتي بقدرات العتبة المقدسة بكوادرها العراقية المؤمنة بيّن الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي " لا شك أن الاكتفاء الذاتي يساعد على تقليل الكُلف الإقتصادية لمشاريع العتبة المقدسة، ومشروع الخباطة المركزية جاء نتيجة التوسع في تنفيذ مشاريع العتبة، وهذا التوسع يحتاج الى بناء، وبالتالي نحتاج الى مادة الخرسانة (الكونكريت)، لذلك ما كان من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة إلاّ أن تُفكرَ بإقامة هذا المشروع وبكلفة اقتصادية قليلة قياساً بشراء الخرسانة الجاهزة من الأسواق المحلية ووفق المواصفات الهندسية المطلوبة، ولأن الكوادر العلمية والفنية موجودة هنا، ونحن واثقون أن الأيدي والعقول العاملة العراقية الكفوءة والمخلصة متوفرة، فالنجاحُ مع السعي في مثل هكذا مشاريع حاصل إن شاء الله، فقد درسنا المشروع ووجدنا أن جميع الإمكانيات متوفرة لدينا لإقامته، لذلك شرعنا بتنفيذه بالاعتماد على طاقاتنا وإمكانياتنا الذاتية، وجعله كبنية تحتية لمشاريعنا كمشروع توسعة العتبة المقدسة الجاري تنفيذه، وهو من المشاريع التي تعتمد بالدرجة الأساس على مادة الخرسانة (الكونكريت)، وغيرها من مشاريع العتبة المستقبلية، كما أن هناك بعض المشاريع التي تُنفذ خارج العتبة في القطاعين الخاص والعام وتحتاج أيضاً الى انتاجنا من هذه الخباطة، وبالتالي يمكن الاستفادة من هذا المشروع لأغراض استثمارية للعتبة المقدسة".

وحول إمكانية استفادة العتبات المقدسة الأخرى من تنفيذ هذا المشروع، أوضح الأمين العام " نحن نعتقد أن العمل يسير بشكل جيد، ونسأل الله تعالى أن يوفق جميع العاملين في هذا المشروع وغيره من أجل رفد العتبة العباسية المقدسة وعموم العتبات المقدسة بالطاقات التي من شأنها أن تقلل الكُلف المالية في تنفيذ المشاريع من أجل النهوض بالواقع الاقتصادي للعتبات المقدسة في العراق".



ومن الجدير بالذكر أن العديد من أقسام العتبة العباسية المقدسة قد نفذت العشرات من المشاريع الكبيرة والمئات من المشاريع المتوسطة والصغيرة، في شتى المجالات منذ تأسيس جميع أقسام العتبة المقدسة بعد سقوط اللانظام البائد في 9/4/2003م، ومنها قسم الشؤون الخدمية فيها فقد نفذ العديد من المشاريع الخدمية طوال السنوات السبع الماضية، وقسم الشؤون الفكرية والثقافية الذي نفذ العشرات من المشاريع في المجالات العلمية والثقافية والإعلامية والتبليغية، وقسم المشاريع الهندسية وقسم الصيانة الهندسية والفنية (الشؤون الهندسية والفنية سابقاً)، وشعبة الصياغة في قسم الهدايا والنذور والموقوفات في العتبة المقدسة، اللذين نفذوا العشرات من المشاريع الكبيرة، وغير ذلك من الأقسام، وقد تم تنفيذ معظم مشاريع تلك الأقسام بكوادرها (وهي عراقية فقط) وأشرف كلاً منها حسب اختصاصه على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذته عمالة أجنبية(ومنها هذا المشروع).

وكانت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على لسان الأمين العام العلامة السيد أحمد الصافي قد أدلى بتصريح رسمي لموقع الكفيل في وقت سابق مفاده إن "الأعمال المختلفة من المشاريع وشراء العديد من المعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، وذلك لرفد أقسام العتبة بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، يتم بتمويل من ديوان الوقف الشيعي التابع لمجلس الوزراء العراقي، وبنسبة 80% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 20% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيهما أموال من العراقيين في الداخل والخارج، ومن العرب والأجانب".