جانب من الأعمال
أمّا سرداب الإمام الحسين(عليه السلام) الذي تبلغ مساحته أكثر من (1,000م2) وارتفاعه الصافي (4,20م) فقد أُنجز منه حسب خطّة تنفيذه ومراحله جزءان يقعان في الجهة المقابلة لباب الإمام الحسن وباب الإمام الحسين(عليهما السلام) في الجهة الجنوبية الغربية من العتبة المقدّسة، وقد تمّ الانتهاء منهما (كهيكلٍ كونكريتي)، بعدها انتقل العمل ُالى مرحلةٍ أخرى من هذا المشروع وتشمل الجزء الأخير من هذا السرداب والذي يقع مقابل بوّابة الإمام صاحب الزمان(عليه السلام) حيث سيتمّ صبّ سقفه وربطه بمقاطع كونكريتية مع سرداب الإمام الجواد(عليه السلام) من جهة كونه مفتوحاً عليه من تلك الجهة ومع الجزءين المنجَزَيْن سابقاً من جهةٍ أخرى، وتسير هذه الأعمال بالتوازي مع المرحلة الأخيرة من المشروع والتي تشمل أعمال الحفريات وإزالة الأنقاض من أجل الشروع بباقي فقرات المشروع الإنشائية والعمرانية الخاصة به.
ومرّت مراحل العمل هذه بعددٍ من الفقرات منها رفع الطبقة الأوّلية من التربة وتثبيت أعمدة كونكريتية بطريقة متداخلة مع بعضها بحدود (10سم) وبعمق (12م) تحت الأرض لتشكّل سوراً يحيط بالسرداب على عمق (12متراً) تحت الأرض وتسليح هذه الركائز ليتمّ صبّها بالخرسانة، وإكساء الأرضية بمادة حصى الجلمود على ارتفاع (50سم) ثمّ طبقة من (السسبيس)، بعد ذلك يتمّ نصب وتسليح الجدار الكونكريتي الرئيسيّ للسرداب، ويغطّى هذا الجدارُ بطبقاتٍ من القير واللبّاد لمنع تسرّب الرطوبة، ثمّ تأتي عمليّة تسليح الأرضية وصبّ الجدران وتستمرّ هذه الحلقات حتى الوصول الى صبّ السقف، هذا بالإضافة الى أعمالٍ أخرى تجتمع فيما بينها بطرقٍ هندسيةٍ وفنيةٍ للخروج بسردابٍ ذي سقفٍ وجدارٍ كونكريتيّ يعمل على فكّ زخم الزائرين وزحامهم من جهة، ومن جهةٍ أخرى تدعيم وإسناد لجدار العتبة المقدّسة المحيطة به من جهتي الحرم والحائر.
يُذكر أنّ سرداب الإمام الحسين(عليه السلام) الذي تقوم شركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية بتصميمه وتنفيذه يقع في الجهة الغربية من العتبة المقدّسة وفي المنطقة المحصورة بين بوابتي صاحب الزمان والإمام الحسن(عليهما السلام)، وتبلغ مساحته (1000م2) تقريباً، بطول (66م) وعرض(14,2م)، وهو مزوّدٌ بكافة وسائل الراحة للزائرين فضلاً عن مصاعد كهربائية وسلالم للنزول والصعود دون تقاطعٍ مع حركة الزائرين، وهو من المشاريع التي أولت لها العتبةُ العباسية المقدّسة أهميةً كبيرةً وجعلتها في مقدّمة المشاريع التي تنفّذها، باعتباره باكورةً لمشاريعها الاستراتيجية التي لم تألفْها وتشهدْها العتبة المقدّسة بصورةٍ خاصة وباقي العتبات المقدّسة في العراق بصورةٍ عامة كونه الأوّل من نوعه، عادّةً إيّاه نقلةً نوعيةً مهمةً وانعطافةً عمرانية جمعت عراقة وقداسة المكان مع الحداثة بأسلوبٍ فنيّ حديثٍ غاية في الروعة من الناحية التصميمية والتنفيذية، وقامت العتبةُ العباسية المقدّسة بتسخير الإمكانيات أجمع من أجل إتمام وإنجاز هذا المشروع الحيويّ في الوقت المحدّد له.