مابين الحرمين الشريفين
وقد جعل اللهُ سبحانه لعباده المؤمنين أيامًا مباركاتٍ وليالٍ عظيمةً يجتهدون فيها بالعبادة ليمنحهم توفيقَه ورضاه؛ ولكي يُقبِلُوا على العمل الصالح وفعل الخيرات والتقرّب بالنوافل سواءً في العبادات أو الطاعات فيرزقهم اللهُ تعالى العفوَ والرّضا، ومن هذه الأيام والليالي المباركة ليلةُ الجمعة التي تصادف هذا اليوم آخر يومٍ من شهر شعبان الذي حباه اللهُ تعالى بنفحاتٍ عظيمة، وخيراتٍ كثيرة.
فانصهرت قداسةُ الزمان بقداسة المكان وامتزجتا معاً في بوتقة الإيمان المتجسّد على أرض كربلاء الشهادة والإيثار بتوجّه المؤمنين الى اللهِ تعالى وهم يودّعون شهرَ شعبان المعظّم ويستقبلون شهرَ رمضان المبارك شهرَ الله وشهرَ الصيام وهو سيّد الشهور وأفضلها، وهو شهر الصبر وشهر المواساة وشهر نزول القرآن وربيعه، متوسّلين اليه بأوليائه الطاهرين الذين جعلهم أبواباً لا يُؤتى إلّا منها ولا يُجابُ الدعاء إلّا بها بأن يحفظ العراق وأهله وينصر قوّاتنا الباسلة وحشدنا الشعبيّ المقدّس وهم يُحاربون شياطين الإنس الذين أهلكوا الحرث والنسل وعاثوا في الأرض فساداً.