الشيخ عبد المهدي الكربلائي
"في الوقت الذي تحقّق فيه قوّاتُنا المسلّحة وأفواجُ المتطوّعين تقدّماً ملحوظاً في مختلف جبهات القتال ضدّ عصابات داعش وتصعّد من وتيرة استعدادتها لتحرير مناطق أخرى من سيطرة الإرهابيّين، تشهد المناطق المتبقية من قضاء بيجي حرب شوارع شرسة لاستعادتها من سيطرة هذه العصابات التي تحاول زجّ عناصرها الانتحارية وغيرهم للتعويض عن خسائرهم الكبيرة بعد تحرير أغلب مناطق القضاء، وفي نفس الوقت تستمرّ قوافلُ الشهداء والجرحى من أبطال القوّات المسلّحة والمتطوّعين الذين يسقطون قرابين على درب التضحية لحفظ العراق وشعبه ومقدّساته، وهنا نودّ أن نؤكّد على القيادات العسكرية كافة ضرورة تحقيق أعلى درجات التنسيق الميدانيّ بين المجاميع المشاركة في القتال ولزوم اتّباع خططٍ عسكريةٍ مناسبةٍ لطبيعة القتال داخل المدن وعدم اعتماد الطرق التقليدية والاهتمام بتدريب المقاتلين على هذا النحو من المعارك وإن استلزم بعض الوقت، فإنّ ذلك ممّا يساهم في تحقيق النصر وتقليل الخسائر البشرية والمادية، إنّ الحفاظ على أرواح المقاتلين وتقليل الإصابات في صفوفهم مهما أمكن يجب أن يكون في سلّم أولويّات القادة العسكريّين، ولهذا الغرض لابُدّ من الاستعانة بكلّ الإمكانات والخبرات المتاحة لوضع الخطط والبرامج المناسبة لكلّ معركةٍ يريدون الخوض فيها، إنّ اندفاع المقاتلين الأبطال لخوض غمار أيّ معركة مهما تطلّبت من تضحيات لا يعفي القيادات العسكرية عن مسؤولياتها الجسيمة في اتّخاذ الإجراءات الكفيلة لتحقيق الانتصار على العدوّ بأقلّ الخسائر والإصابات".