جاء ذلك في كلمتها التي ألقاها الدكتور حسام العبيدي، في أثناء فعاليات افتتاح المهرجان الذي تنظِّمه جامعة الكوفة، برعاية العتبة العباسية المقدسة متمثِّلة بمؤسسة الوافي للتوثيق والدراسات، بهدف تسليط الضوء على الجرائم التي تعرَّض لها الشعب العراقي، من قبل النظام السابق والجماعات التكفيريَّة.
وقال العبيدي في كلمته إنَّ "المهرجان يعدُّ حاجةً ملحَّةً؛ لما يعالجه من قضايا وما يُقدِّم من توصيات تعزِّز الحاضر وترتقي به نحو التطور، وتعالج آفاته وتنأى به عن التدهور، فإن تاريخ كل أمة هو إرثها الحضاري الذي تستلهم منه الدروس والعبر في مواجهة الحاضر ورسم أطر المستقبل، وإن تاريخ العراق زاخر وحافل بالأحداث، وفيه عصارة التجارب الناضجة، والذكرى والموعظة، وحريٌّ بنا تأمل الماضي لنؤسِّس للطريقة المثلى في التعامل معها، وأخذ العبرة منه ونرتكز على إيجابياته".
وأضاف "نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة وخطرة في الوقت نفسه؛ إذ علينا قراءة التاريخ قراءة فاحصة وناقدة لننقِّيه مما علق به من شوائب وتضليل، وفي الوقت نفسه أن نجتهد في توثيق التاريخ المعاصر بكل إنصاف ودقة؛ لنقدِّمه كتجارب ناضجة تنير بالحقيقةُ عقول الأجيال اللاحقة".
relatedinner
وأشار إلى أن "الأمانة العامة للعتبة العبَّاسية خصَّصت للتوثيق مسارا برؤية واسعة؛ إذ عملت منذ سنوات على إقامة المؤتمرات الفكرية التي تنقب في التاريخ وتستلهم منه العبر حتى استقرَّ بها المطاف إلى تسمية قسم قائم برأسه مهمته توثيق تاريخ العراق المعاصر وأعني به قسم مؤسسة الوافي"، لافتا إلى أنَّ "هذا المهرجان يعزِّز الذاكرة ويكشف الحقائق حتى لا يُقدَّمَ المجرمُ على أنَّه شهيد، ولا يُقدَّمَ الشهيدُ على أنَّه خارج عن القانون".
وختم العبيدي كلمته بالقول، إن "أهمية هذا المهرجان هي استذكار تلك الأحداث لنستلهم منها دروسا تعالج واقعنا، ونرسم مستقبل بلدنا بكل وعي وثقة بعيدا عن الاغترار والشعارات الكاذبة، وأن نتَّبع قادتنا الوطنيين، ورموزنا الدينية التي دافعت عن العراق عندما كان سقوطه قاب قوسين أو أدنى لتعود به شامخا عزيزا".
ويعدُّ مهرجان تعزيز الذاكرة، هو الأول من نوعه الذي يُقام في الجامعات العراقية، ويسعى لإحياء الذاكرة الوطنية وتوثيق الأحداث التاريخية المؤثرة في المجتمع العراقي