جانب من أعمال صب الهيكل
وأضاف الصائغ: "مرّت مراحل العمل هذه بعددٍ من الفقرات منها رفعُ الطبقة الأوّلية من التربة وتثبيت أعمدة كونكريتية بطريقة متداخلة مع بعضها بحدود (10سم) وبعمق (12م) تحت الأرض لتشكّل سوراً يحيط بالسرداب على عمق (12متراً) تحت الأرض وتسليح هذه الركائز ليتمّ صبّها بالخرسانة، وإكساء الأرضية بمادة حصى الجلمود على ارتفاع (50سم) ثمّ طبقة من (السسبيس)، بعد ذلك تمّ نصب وتسليح الجدار الكونكريتي الرئيسيّ للسرداب، وغُطّي هذا الجدارُ بطبقاتٍ من القير واللبّاد لمنع تسرّب الرطوبة، ثمّ بوشر بعمليّة تسليح الأرضية وصبّ الجدران واستمرّت هذه الحلقات حتى الوصول الى صبّ السقف، هذا بالإضافة الى أعمالٍ أخرى اجتمعت فيما بينها بطرقٍ هندسيةٍ وفنيةٍ للخروج بسردابٍ ذي سقفٍ وجدارٍ كونكريتيّ يعمل على فكّ زخم الزائرين وزحامهم من جهة، ومن جهةٍ أخرى تدعيم وإسناد لجدار العتبة المقدّسة المحيطة به من جهتي الحرم والحائر".
وتابع: "أنّه بإشرافٍ ميدانيّ مباشر من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدّسة، وفي إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها في الإشراف والمتابعة الميدانية لكافة مفاصل مشاريع العتبة المقدّسة التي تشهد زخماً ملحوظاً، فمنها ما تمّ إنشاؤه ومنها قيد الإنشاء والآخر في مراحله التكميلية، أُنهيت هذه المرحلة من هذا المشروع الكبير الذي يُضاف الى ما تمّ إنجازه سابقاً ليتمّ بعدها الانتقال الى مرحلةٍ جديدة منه والانتقال الى جزءٍ آخر من الصحن الشريف، حيث لم تبقَ منه إلّا جهة باب القبلة والجهة المحصورة بين بوّابتي الإمام علي(عليه السلام) المسمّاة بـ(باب الكف) وباب الفرات (العلقمي)".
يُذكر أنّ سرداب الإمام الحسين(عليه السلام) الذي تقوم شركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية بتصميمه وتنفيذه يقع في الجهة الغربية من العتبة المقدّسة وفي المنطقة المحصورة بين بوابتي صاحب الزمان والإمام الحسن(عليهما السلام)، وتبلغ مساحته (1000م2) تقريباً، بطول (66م) وعرض(14,2م)، وهو مزوّدٌ بكافة وسائل الراحة للزائرين فضلاً عن مصاعد كهربائية وسلالم للنزول والصعود دون تقاطعٍ مع حركة الزائرين، وهو من المشاريع التي أولت لها العتبةُ العباسية المقدّسة أهميةً كبيرةً وجعلتها في مقدّمة المشاريع التي تنفّذها، باعتباره باكورةً لمشاريعها الاستراتيجية التي لم تألفْها وتشهدْها العتبةُ المقدّسة بصورةٍ خاصة وباقي العتبات المقدّسة في العراق بصورةٍ عامة كونه الأوّل من نوعه، عادّةً إيّاه نقلةً نوعيةً مهمةً وانعطافةً عمرانية جمعت عراقة وقداسة المكان مع الحداثة بأسلوبٍ فنيّ حديثٍ غاية في الروعة من الناحية التصميمية والتنفيذية، وقامت العتبةُ العباسية المقدّسة بتسخير الإمكانيات أجمع من أجل إتمام وإنجاز هذا المشروع الحيويّ في الوقت المحدّد له.