يُذكر أنّ الأئمّة(عليهم السلام) كانوا يُقيمون المآتم على الإمام الحسين(عليه السلام) وحثّوا محبّيهم وأتباعهم على ذلك جيلاً بعد جيل.
فعن الإمام الصادق(عليه السلام) -ممّا رواه ابن قولويه في الكامل وابن شهر آشوب في المناقب وغيرهما-: (أنّ علي بن الحسين(عليهما السلام) بكى على أبيه مدّة حياته، وما وُضع بين يديه طعامٌ إلّا بكى، ولا أُتي بشرابٍ إلّا بكى، حتى قال له أحد مواليه: جعلت فداك يا ابن رسول الله إنّي أخاف أن تكون من الهالكين! قال (عليه السلام): "إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون").
وقال الإمام الرضا(عليه السلام): (إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال، فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهُتكت فيه حرمتنا، وسُبيت فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت فيه النار في مضاربنا، وانتُهِب ما فيها من ثقلنا، ولم تُرعَ لرسول الله(صلى الله عليه وآله) حرمةٌ في أمرنا. إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذلّ عزيزنا... فعلى مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام).
ثم قال(عليه السلام): (كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه).