وفدُ العتبة العباسيّة المقدّسة برئاسة أمينها العام السيد أحمد الصافي يزور مدينتي بلد والدجيل..

زار يومَ أمسٍ الأحد (4محرّم الحرام 1437هـ) الموافق لـ(18تشرين الأوّل 2015م) وفدٌ من العتبة العبّاسية المقدّسة ترأّسه أمينُها العام السيد أحمد الصافي مدينتي بلد والدجيل، وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع أيّام شهر الحزن محرّم الحرام، وقد ضمّ الوفد عدداً من أعضاء مجلس إدارة العتبة المقدّسة ورؤساء أقسامها، بالإضافة إلى عددٍ من المنتسبين.

وبعد أن تشرّف الوفدُ بزيارة مرقد السيد محمد بن الإمام علي الهادي(عليهما السلام) في قضاء بلد، قام بزيارةِ عددٍ من الحسينيّات التاريخية في القضاء التي دأب أهلُها على إقامة مجالس العزاء فيها خلال فترة شهر محرّم الحرام منذ عقود.

وقد استمع الوفدُ خلال الزيارة إلى شرحٍ موجزٍ عن تاريخ هذه الحسينيّات وأهمّ الشعائر التي تُقام فيها، بالإضافة إلى استذكار بطولات الشهداء الذين قدّموا أرواحهم في الدفاع عن هذه المدينة التي كانت قبل مدّة مهدّدة من قبل عصابات التكفير والإرهاب داعش.

بعدها توجّه الوفدُ لزيارة مدينة الدجيل التي حرص أهلُها على استقبال الوفد بحفاوة وترحيب كبيرين، وتوجّهوا بهم إلى الحسينية العامّة في القضاء.

من جانبه شكر الأمينُ العام للعتبة المقدّسة -خلال كلمةٍ ألقاها هناك- هذا الاستقبال والحفاوة، مبيّناً: "إنّ مدينة الدجيل هي مفخرةٌ من مفاخر العراق، لأنّها مدينةٌ نابضةٌ بالحياة وكانت ولا زالت تُعطي الدماء من أجل سموّ ورفعة البلد".

موضّحاً: "إنّ هذه المدينة عُرف عنها أنّها قدّمت العديد من الشهداء في زمن اللانظام المقبور، وعانت الكثير أبّان حكمه لأنّهم رفضوا ذلك الحكم الجائر، وفي هذا الوقت لبّوا خيرَ تلبيةٍ نداء المرجعية الدينيّة العُليا للدفاع عن العراق ومقدّساته، ووقفوا وقفة رجلٍ واحدٍ ضدّ العصبات التكفيرية التي أرادت النيل منهم".

كما شدّد الصافي على ضرورة تدوين الانتصارات التي حقّقها أبناءُ هذه المدينة، وتوثيقها إلى الأجيال القادمة كي لا يضيع هذا الإرثُ الذي يحقّ للأجيال أن تفخر به، مقترحاً أن يكلّف عددٌ من الإخوة أصحاب الأقلام من هذه المدينة ويأخذوا على عاتقهم هذه المهمّة التي تحفظ الحقّ لأهله.

مؤكّداً على أهل المدينة ضرورة اصطحاب أولادهم إلى المجالس الحسينية التي يعقدونها، لكي يتعلّموا منها السير على نفس النهج الذي سار عليه آباؤهم وأجدادهم، وهو نهج الإمام الحسين(عليه السلام) الذي أعطى لهذه المدينة هذا السموّ والرفعة والمنزلة.