مدارس الكفيل النسوية: المرأة المؤمنة الحصن المنيع أمام مؤامرات التشكيك والتضليل

أكدت مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة لمكتب المتولي الشرعي للشؤون النسوية في العتبة العباسية المقدسة أنّ المرأة المؤمنة الحصن المنيع أمام مؤامرات التشكيك والتضليل.

جاء ذلك في أثناء الكلمة التي ألقتها مديرة مدرستي أم البنين وآمنة بنت وهب (عليهما السلام)، السيدة بشرى عبد الحسين، في حفل تخرج طالبات شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية، الذي يُقام تحت شعار (بالعلم نرتقي وعلى نهج أهل البيت عليهم السلام نسير).

وجاء في نص الكلمة:
باسمي واسم مديرات مدارس الكفيل الدينية النسوية، أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الوافر لسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلامة السيد أحمد الصافي؛ لرعايته الأبوية لبناته (بنات الكفيل) وما بذله من وقت وعطاء في سبيل نشر العلم وتعميق القيم الإيمانية في المجتمع.

سماحة السيد، إنّ عطاءكم الكريم سيبقى منارًا نهتدي به، ودافعًا لنا لمواصلة الطريق على خطى أهل البيت (عليهم السلام)، فنسأل الله أن يمدكم بالصحة والعافية، ويجزيكم عنا خير الجزاء.

في هذا اليوم الميمون نجتمع لنحتفي بثمرات جد واجتهاد وسهر ومثابرة وسنين من التعلم في رحاب مدارس جمعت بين نور الدين وضياء العلم، أيتها المنتظرات لإمام الزمان (عجّل الله فرجه الشريف) والممهدات لدولة الحق، لقد كانت هذه المدارس لكن بيتًا ثانيًا تفيأتن في أرجائها ظلال القرآن الكريم، ونهلتن من معين المعارف الدينية والأخلاقية لتكونن بإذن الله قدوات مضيئات في بيوتكن وفي مجتمعكن وفي كل ميدان تخدمن فيه، فالطبيبة والمهندسة والمعلمة وربة البيت والأم المربية إذا كانت متفقهة يكون عطاؤها أجمل وثمارها أزكى.

إنّ قوافل السير إلى الله تعالى كثيرة ومستمرة، لكن أسعد القوافل هي التي تسعى وتجتهد وتنذر حياتها وتعمل لإعلاء كلمة الحق، فإنّ من يجعل محور حركته كلها هو نصرة الدين الإلهي، فإنّه يسلك أقرب وأسمى سبل التقرب إلى الله، وهذا ما يذلل صعوبات الطريق، لقد وفقتن أن تكونن من حملة علوم آل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين).

أخواتي الكريمات، بناتي العزيزات
إنّ التخرج ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق ومسؤولية جديدة تقع على عاتقكن، فكما حملتن أمانة طلب العلم تحملن اليوم أمانة العمل به ونشره، والتحلي بمكارم الأخلاق التي هي جوهر رسالة الإسلام نحن اليوم أمام تحد كبير فالأعداء ما فتئوا يحيكون المؤامرات للنيل من ديننا ومذهبنا، تارة بالتشكيك وأخرى بنشر الشبهات والأفكار المنحرفة، وهنا يبرز دور المرأة المؤمنة، فهي أم ومربية، وهي الحصن المنيع أمام كل محاولات التضليل بالحكمة والوعي والمعرفة نصون مبادئنا، وبالخلق والإيمان نسقط كل مخطط خبيث.
relatedinner
أخواتنا الكريمات، بناتنا العزيزات
لقد تعلمتن أنّ العلم عبادة، وأنّ العبادة علم، وأنّ الدين لا ينفصل عن الحياة، فكوني في بيتك قائدة بالخلق، وفي مجتمعك قدوة بالكلمة الطيبة، وفي كل مكان شعلة من نور نبارك لكن هذا الإنجاز، وللأستاذات الفضليات اللواتي بذلن الجهد والتعب، وكانت أياديهن سببًا في وصولكن إلى هذا المقام، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكن لكل ما فيه رضاه، وأن يجعل هذا الجمع المبارك حصنًا منيعًا للحق، وأن يرزقنا السير على خطى النبي وأهل بيته الطاهرين، وأن يجمعنا في مستقر رحمته وجنات نعيمه، إنّه سميع قريب مجيب.