مابين الحرمين الشريفين
وكان حضور النساء في هذا اليوم الجلل على شكل أفراد وجماعات من كل حدب وصوب، وقد تركن كل التزاماتهن، وتوجهن بمشاعر جياشة، وقلوب حرى إلى الحرمين الطاهرين يحدوهما الأمل أن يتم قبولهن في سجل الأنصار والموالين والمواسين للحسين (عليه السلام).
حيث شهدت هذه المراسيم زيادة كبيرة في أعداد المعزيات فاق العام الماضي، من الناحية العددية والتنظيمية، وقد ردّدن خلال مسيرتهن هذه قسم الولاء لسيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وابنتها جبل الصبر السيدة زينب (عليهما السلام) بالسير على نهجهن القويم.
التاريخ يذكر أن نساء من بني أسد حضرن يوم الثالث عشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة الشريفة إلى الغاضرية حيث الواقعة العظيمة، فوجدن الاجساد الطاهرة للإمام الحسين وآله وصحبه الأبرار مسجّات بلا دفن، فأسرعن في العودة الى بني أسد، وندبن الرجال لدفن الأجساد، وما أن حضروا للدفن واجهوا مشكلة أن الأجساد بلا رؤوس، فلا يميزون بين أصحابها، فبينما هم بحيرتهم، وإذا بفارس أقبل وأمرهم بمساعدته لدفن الأجساد، وبعد الانتهاء، عرفوا أن الفارس هو الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ومنذ ذلك الحين دأب بنو أسد في كربلاء المقدسة على الخروج بموكب عزاء يجسد واقعة الدفن وفي نفس تاريخها.