حفل الافتتاح
استُهِلّ حفلُ افتتاح المهرجان الذي شهد حضور عددٍ من الشخصيات الدينية والثقافية من داخل وخارج العراق، بالإضافة إلى الوفود المشاركة في هذا المهرجان بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم لتأتي بعدها كلمة الأمانة العامّة للعتبة الحسينية المقدّسة التي ألقاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وجاء فيها: "أيّها الإخوة والأخوات.. من المتسالم عليه أنّ مسألة نظام الحقوق والواجبات تمثّلان ضرورتين اجتماعيّتين لأيّ نظامٍ اجتماعي للإنسان منذ عهوده الماضية، ونعني بالضرورة الاجتماعية ما تستوعبه ضرورة انتظام مجالات الحياة الإنسانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وغيرها في أُطر قانونية وتشريعية، إلّا إنّ ضرورتها الاجتماعية هذه اشتدّت في العصور الأخيرة خصوصاً في هذا الظرف الذي نعيش فيه هذا الصراع والتنافس لحقوق الإنسان، ومع اشتداد الصراع السياسيّ والتنازع الاجتماعي ومحاولات الهيمنة والاستعلاء والتسلّط من بعض بني البشر على بعضه الآخر، ولم تكن هذه العوامل بغائبة عن الساحة الإنسانية المعاصرة للإمام السجاد(عليه السلام)، فكان من كنوز معارفه وعلومه أن ترك للأمّة ذلك التراث الإنسانيّ العظيم في رسالة الحقوق التي استندت الى مجموعة مميّزات أعطت لها صفة الكمال، لأنّها اعتمدت أصولاً وضعها خالقُ الإنسان والعارفُ بأسراره، وكانت في تفريعاتها تحمل الدقّة والاستيعاب والشمول لكلّ زاوية من زوايا حياة الإنسان إضافةً الى توافقها وتناغمها مع الفقرة الإنسانية، كلّ هذا أعطاها صفة الانقياد بسلاسة من قبل الإنسان المخاطب، فهي قادرة أن تواكب متغيّرات العصر والمكان وتطوّر الحضارات الإنسانية، إضافةً الى اعتمادها على عنصر التوازن بين الحقوق وما يقابلها من واجبات، ممّا أعطاها قوّةً إضافية بضمان التطبيق، ونحن أمام مسؤولية عظيمة في أن نعرّف المجتمع الإنساني بأصالة وعظمة هذه الرسالة".
لتأتي بعدها كلمةُ رئيس طائفة الصابئة المندائيّين في العراق والعالم الشيخ ستار الحلو التي دعا فيها لأبناء القوّات المسلّحة والحشد الشعبيّ الأبطال بمزيد من النصر على قوى الشرّ والظلام.
بعدها جاءت قصيدة للشاعر التونسي الدكتور مازن الشريف وقد بيّن فيها فضائل وصفات الإمام زين العابدين(عليه السلام) وما تركه من إرثٍ عظيم متمثّلاً برسالة الحقوق.
لتأتي بعدها كلمةُ المفتي الجعفريّ في لبنان الشيخ أحمد قبلان، وجاء فيها: "أيّها الإخوة والأخوات لأنّنا اليوم على منبر زين العابدين وسيّد الساجدين(عليه السلام) الذي اتّفقت الخاصّة والعامّة أنّه زينُ العلم وسيّدُ العبّاد وصاحب رسالةٍ بدأت بتعريف الحقّ على أنّه مادّة سماويّة ولوحٌ إلهيّ يُراد منه وصف الإنسان، واللافت أنّها بدأت بحقّ الله كعنوانٍ للمُطلَقات، إنّ رسالة الإمام(عليه السلام) تعني أن يحفظ المسلمُ المسلمَ وأن تتحوّل الأُلفة قلباً للوحدة، إنّ المطلوب منّا رفع الصوت عالياً وعادةً تأكيد ألفة الإنسان والاوطان".
جاءت بعدها كلمةُ رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية في أمريكا الإعلامي مايكل روبن وبيّن فيها: "إنّ الهدف من هذا المؤتمر هو التعرّف على الإسهامات الفكرية والدينيّة للإمام علي بن الحسين(عليه السلام) وخاصّة رسالة الحقوق الفكرية والتحاور بين الأديان، حيث أنّ نتائج العمل الفكري للإمام السجّاد(عليه السلام) يعزّز أهمّية الفكر الحرّ في العالم الإسلامي وغيره، وإنّ من المهمّ للفكر الشيعيّ أن ينطلق في فكره التثقيفيّ فيما يخصّ التحاور الفكريّ مع الأديان لأنّه يمتلك تلك المقوّمات".
وفي ختام حفل الافتتاح تمّ توزيع الدروع على بعض الشخصيات الذين واكبوا وشاركوا في إعداد هذا المهرجان ليتمّ بعد ذلك تكريم عددٍ من الكتّاب المساهمين في تأليف كتابٍ عن الإمام زين العابدين(عليه السلام).