هذا وقد اكتظّ المعزّون والمواسون والطالبون للحوائج حول هذه السفرة التي امتدّت بين مرقدي أبيها وعمّها (عليهما السلام) خاصّةً من النساء والأطفال، وكانت السفرة خضراء اللون وقد وضعت عليها قطعٌ من الأشواك كنايةً عن تعرّض هذه الصغيرة للسير على الشّوك يوم عاشوراء، بالإضافة الى إيقاد الشموع. وقد تخلّلت هذه المراسيم التي استُهِلّت بتلاوة آيات من القرآن الكريم فقراتٌ عزائية متعدّدة.
وتشير الروايات الى أنّه أثناء مكوث أهل البيت(عليهم السلام) في خربة الشام رأت السيدة رقية في منامها أباها الحسين(عليه السلام) فانتبهت من منامها وقالت: أين أبي الحسين؟؟ فإنّي رأيته الساعة في المنام مضطرباً شديداً، فلمّا سمعت النسوة بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال وارتفع العويل، فانتبه [الملعون] يزيد من نومه وقال: ما الخبر؟.
ففحصوا عن الواقعة وأخبروه بها، فأمر أن يذهبوا برأس أبيها إليها، ولمّا أتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها قالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك. ففزعت الصبيّة فصاحت وأنّت وتأوّهت فتوفّيت ومضت سعيدةً الى ربّها مخبرةً جدّها رسول الله وجدَّتها الزهراء(صلوات الله عليهما) ما لقيت من ظلم الطغاة.. وتوفّيت السيدةُ رقية بنت الحسين في الخربة بدمشق –الشام- في الخامس من شهر صفر سنة (61هـ) ودفنت في المكان الذي ماتت فيه وعمرها ثلاث سنوات أو أربع أو أكثر من ذلك بقليل –على اختلاف الروايات- وقد قال صاحب معالي السبطين أنّ أوّل هاشميةٍ ماتت بعد مقتل الحسين(عليه السلام) هي رقية ابنته في الشام.
ويقع قبرُها الشريف على بعد مئة متر أو أكثر من المسجد الأمويّ بدمشق في باب الفراديس بالضبط، وهو بابٌ مشهور من أبواب دمشق الشهيرة والكثيرة وهو بابٌ قديم جدّاً.