تسلّم الإمامُ المهدي(عليه السلام) مهامّ الإمامة وهو ابنُ خمس سنين، فهو بذلك يكون أصغر الأئمّة(عليهم السلام) سنّاً عند تولّيه الإمامة، وليس هذا ببدعةٍ من الأُمور في تاريخ الأنبياء والرسل وأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، فقد قال الشيخ عبدالرحمن الجامي الحنفي في كتابه "مرآة الأسرار" في ترجمة الإمام المهدي(عليه السلام): «..وكان عمره عند وفاة والده الإمام الحسن العسكري خمس سنين وجلس على مسند الإمامة، وكما أعطى الحقُّ تعالى يحيى بن زكريا الحكمة والكرامة في حال الطفولية، وأوصل عيسى بن مريم إلى المرتبة العالية في زمن الصبا، كذلك هو في صغر السنّ جعله اللهُ إماماً، وخوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث لا يسعها هذا المختصر».. انتهى.
وكانت أوّل مهامّه بعد تسلّمه الإمامة الصلاة على أبيه الإمام العسكري(عليه السلام) في داره، وقبل إخراج جسده الطاهر إلى الصلاة الرسمية التي خطّطت لها السلطة الجائرة آنذاك، وكان ذلك أمراً مهمّاً في إثبات إمامته المباركة، حيث لا يُصلّي على الإمام المعصوم إلّا الإمامُ المعصوم.
وفي مثل هذا اليوم غاب الإمامُ المهدي(عليه السلام) عن أنظار الناس، وبدأت بغيابه الغيبة الصغرى التي استمرّت سبعين عاماً.
وورد في المأثور أنّه يستحبّ في مثل هذا اليوم الإنفاق والإطعام، والتوسعة في نفقة العيال، فقد روي أنّه من أنفق في هذا اليوم شيئاً غفر الله له ذنوبه، ويستحبّ لبس الجديد من الثياب والشكر والعبادة، وهو يومُ نَفْي الهموم والغموم والأحزان، وتجدر الإشارة الى أنّ هذا اليوم هو يوم البيعة وتجديد العهد للإمام صاحب العصر والزمان(عجّل الله تعالى فرجه الشريف).