سماحة السيد أحمد الصافي
"حقيقةً إنّ مدينة كربلاء المقدّسة لا زالت تُعاني الاختناقات تلو الاختناقات والعتبتان المقدّستان معنيّتان بمقدار ما يتطلّب الواجب الشرعيّ والأخلاقي -واجب الإدارة- أن تهيّئ ما استطاعت الى ذلك سبيلاً، بمقدار ما يجد فيه الزائر فسحة وراحة، وإنّ تنظيم إدارة المدن حقيقةً ليس بالأمر السهل ونحن نُعاني اليوم من أزمة في تخطيط المدن حتّى بعد أن تمّت المصادقة على التصميم الأساسي للمحافظة، واقعاً لا نجد خطواتٍ جادّة بسبب ظرف البلد عموماً ممّا جعل خطوات الإعمار الحقيقيّ وتغيير الخارطة التي تتلاءم مع متطلّبات هذا الوقت والحفاظ على هوية المدينة لم يكن بالأمر المتيسّر إنّما حُلُم، ونسأل الله تعالى أن يُرينا هذا الحُلُم قريباً".
وبيّن السيد الصافي: "هذا المشروع الذي لا يبعد عن العتبتين المقدّستين كثيراً لم يكن بهذا الشكل، فأضفنا اليه بعض الإضافات ما جعلته يتكوّن من (سرداب) فيه خدمات صحية بمعزلٍ عن هذا المجمّع تكون مفتوحة دائماً في خدمة الزائرين، ثم أضفنا له بعد ذلك ثلاثة طوابق بعد أن وجدنا أنّ الأسس تتحمّل، ونحن هنا نشدّ على أيادي الإخوة العاملين في هذا المشروع".
وتابع: "إنّ أغلب الإخوة في الشركات الذين عملوا معنا كنّا نقول لهم إنّ هذا المشروع الذي بين أيديهم أو ذاك المشروع هو مشروعكم فتعاملوا معه بواقعية، فكلّما كان الجهدُ مخلصاً كان أثر الخدمة أوسع، وهذه المنشآت هي ليست ملكاً لأحد إنّما هي لأبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) وبالنتيجة لزاماً علينا أن نبذل كلّ ما يمكن أن نقدّم لسيّد الشهداء(عليه السلام) وأخيه أبي الفضل(عليهما السلام)".
وأوضح السيد الصافي: "كانت هناك حالة من الانسجام ما بين الشركة المنفّذة للمشروع وقسم المشاريع الهندسية وكانت نتيجته هذا العمل المتميّز، ومن هذا المكان أتوجّه بالشكر الجزيل الى كلّ الإخوة الذين بذلوا جهداً مميّزاً لإنجاز هذا المشروع، وأيضاً كان ديوان الوقف الشيعي سبّاقاً في دعم هكذا مشاريع سواءً كان من جهة الاستملاكات أو من جهة تسهيل أوامر الصرف المالي".
واختتم قائلاً: "نسأل الله تعالى أن تنقشع سحابة الأزمة المالية حتى نستكمل المشاريع المعطّلة إن شاء الله، ولا ننسى تلك السواعد التي تقاتل في هذا الظرف العصيب الذين يواجهون أشرس التحدّيات، نسأل الله تبارك وتعالى لهم النصر المؤزّر".