"نشكر الباري سبحانه وتعالى على لطيف آلائه وجزيل نعمائه، ونشكر صاحب المقام وابن سادة الأنام أبا الفضل(عليه السلام) وصاحب الفضل علينا، والشكر موصول لأمين أهل الأمانة وسليل بيت الديانة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه)، والشكر مشفوعٌ لمن حثّ الخطى معه لإنجاز هذا الصرح العظيم من صاغةٍ ونجّارين وخطّاطين وفنيّين وحرفيّين ومشرفين، فضلاً عن جميع الزوّار والمؤمنين الذين كانت أموالهم وحليّهم الذهبية سبباً في إتمام وإنجاز هذا المشروع الكبير، فقد كان العمل حثيثاً ولربّما وُصِلَ الليل بالنهار في بعض الأيّام، ولكن نقول ما أسعد تلك الساعات وما أطيب تلك الأوقات التي قضيناها في هذا العمل، وكيف لا وفيه غاية الرغائب وتحقيق المآرب".
واضاف: "اطّلع إخوتنا في هذا المعمل على شبابيك العتبات المقدّسة الأخرى فكان شبّاك أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) هو الأجمل شكلاً، لذا تمّت مراعاة أغلب التصاميم والنقوش الموجودة عليه سابقاً من الخارج، لكونها تعتبر من التصاميم الجميلة جداً مع إدخال بعض التعديلات وإضافة بصماتٍ عراقية على أغلب هذه التصاميم, أمّا داخل الشبّاك فقد تمّ تصميمه كلّياً بأيدٍ عراقية مزجت بين الإبداع والدقّة والحرفيّة في العمل، حيث استخدمت أكثر من سبعة أنواع من الخشب ذي الألوان الطبيعية المختلفة لتزيين النقوش النباتية والآيات القرآنية الكريمة التي تشرّف بصناعتها خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام)".
مبيّناً: "هناك عدّة نقاط تميّز بها الشبّاك الشريف، منها استخدام الخشب الصاج البورمي في صناعة الهيكل الخشبي وهو من أرقى أنواع الصاج، وصناعة بعض القطع من الذهب عيار (22) التي كانت تُصنع سابقاً من الفضة وتُطلى بالذهب، واستخدام فضّة نقيّة بلغت ما يقرب من (2,750كغم) مع استخدام ما يقرب من (411كغم) من الذهب، كما تمّت زيادة متانة الأجزاء الداخلية لأغلب القطع إلى عشرة أضعاف لإعطائه متانةً وقوّةً تتناسب مع الزيارات المليونية، حيث تمّ استخدام أساليب فنّية لتثبيت أغلب أجزاء الشبّاك الشريف الخارجية من الداخل وعدم استخدام أيّ مسمار، حفاظاً على جمالية الشبّاك الشريف، وإنّ هذا العمل المبارك هو بدايةٌ للسير في صناعة شبابيك الأضرحة والمزارات في العراق من قبل العتبة العبّاسية المقدّسة".