حيث شهدت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين تزاحم المؤمنين الوافدين اليها من داخل وخارج مدينة كربلاء المقدّسة لإحياء هذه الليلة المباركة التي استُهِلَّت بقراءة دعاء الافتتاح ودعاء الجوشن الكبير ورفع المصاحف فضلاً عن قراءة سورٍ من القرآن الكريم وإقامة الصلوات وبقيّة الأعمال الخاصّة بهذه اللّيلة.
فقد ذكر في كتاب دعائم الإسلام أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوي فراشه ويشدّ مئزره للعبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرشّ وجوه النّيام بالماء في تلك اللّيلة، وكانت فاطمة الزهراء(صلوات الله عليها) لا تدع أهلها ينامون في تلك اللّيلة وتعالجهم بقلّة الطّعام وتتأهّب لها من النّهار، أي كانت تأمرهم بالنّوم نهاراً لئلّا يغلب عليهم النّعاس ليلاً، وتقول: (محرومٌ مَنْ حُرِمَ خيرها)..
وقال العلّامة المجلسي(رحمه الله) في بحار الأنوار: عليك في هذه اللّيلة أن تقرأ من القرآن ما تيسّر لك، وأن تدعو بدعوات الصّحيفة الكاملة لاسيّما دعاء مكارم الأخلاق ودعاء التّوبة، وينبغي أن تُراعى حرمةُ أيّام ليالي القدر والاشتغال فيها بالعبادة وتلاوة القرآن المجيد والدّعاء، فقد رُوي بأسنادٍ معتبرة أنّ يوم القدر مثل ليلته.