جانب من الزيارة
الزيارة لم تكن زيارةً تقليديّة لكون أنّ أهل الخبرة والاختصاص بالمجال المتحفي والآثاري تختلف زيارتهم عن زيارة أيّ شخصٍ آخر، فكانت على عدّة محاور منها: استماعه من قبل الأستاذ صادق لازم جاسم رئيس قسم المتحف لشرحٍ تفصيليّ وتعريفيّ للمتحف وأقسامه وإدارته وتقسيمات هيئاته ومصادره والدراسات المستقبليّة والمنجزة في تطويرها.
أمّا المحور الآخر فتضمّن بحثَ سبلِ توطيد العلاقة العلميّة بين متحف الكفيل وكليّة الآثار في جامعة سامراء بشُعَبه الثلاث، وكان التركيز الأساس على شعبة الصيانة والترميم وإبداء الآراء حول مدّ الجسر العلميّ المتضمّن الزيارات الميدانية للمختبرات المتنوّعة من قبل المتحف والدورات العلميّة فضلاً عن تبادل الخبرات بين الطرفين، وتمخّضت عن هذا اللّقاء نتائج منها: إبداء الرأي حول إرسال الطلّاب الى المتحف للاستفادة من الدراسة العلميّة وإسناد بحوث الطلبة للمرحلة الرابعة بدراساتٍ تتمحور حول القطع الأثريّة من دراسةٍ وتصنيفٍ وترميمٍ وصيانة.
كذلك قام الأستاذ الحميريّ بجولة في خزانة المتحف من أجل دراسة ضوابط وشروط الخزن الحديث والاطّلاع على المقتنيات التي اتّسمت بالنادرة والفريدة من نوعها على حدّ وصفه.
بعدها توجّه الحميريّ لمختبر متحف الكفيل وقام بإجراء دراسة مستفيضة حول صيغة العمل المختلفة من صيانة أو ترميم حسب حاجة المقتنى الأثريّ وطبيعة المادة الأوّلية المصنوع منها، كذلك تمّ الاطّلاع على مسودّات الدورات التدريبيّة التي يقوم بإجرائها المتحف.
وكانت من ضمن منهاج الجولة زيارةٌ لقاعة العرض المتحفيّ الخاصّة بالمتحف، حيث أجرى كذلك دراسةً حول نوع العرض ومواصفاته وطريقة العرض بما يلائم المقتنى الأثريّ فضلاً عن فاترينات العرض المتحفيّ التي قامت ملاكات المتحف بصناعتها تبعاً لمواصفاتٍ متحفيّة عالميّة وإجراء مسوحات موقعيّة لها من ناحية مراعاة درجة الحرارة والرطوبة وقوّة الإنارة والتحكّم بها من خلال برنامج المرشد الإلكترونيّ.
الأستاذ صادق لازم بيّن من جانبه: "أنّ هذه الزيارة هي جزءٌ من زياراتٍ عديدة تقوم بها شخصيّات من الباحثين والأكاديميّين المختصّين بالمجال المتحفيّ، وذلك من أجل الاستفادة والإفادة منها وفتح آفاق للعمل المشترك".