ضريح الإمام الحسين عليه السلام
لهذا السفير دورٌ مهمٌّ في نهضة سيّد الشهداء(عليه السلام)، فهو بطلٌ من أبطال الهاشميّين، ذو النسب الشريف والحسب الرفيع، وابن عمّ الإمام الحسين(عليه السلام) وسفيره إلى أهل الكوفة, اختاره سفيراً إليهم بعد أن تتابعت كتبهم ورسائلهم إلى الإمام، وهي تحثّه على المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الأمويّين، وعنفهم واستهتارهم بالدين، فرأى الإمام الحسين(عليه السلام) أن يختار سفيراً له يعرِّفه بصدق نيّاتهم، فإن رأى منهم نيّةً صادقة، يأخذ البيعة منهم، ثم يتوجّه بعد ذلك إليهم.
واستُشهِدَ مسلم بن عقيل(عليه السلام) في الكوفة (9ذي الحجّة) من سنة (60هـ) بعد يومٍ واحد من خروج الإمام الحسين(عليه السلام) من مكّة، وبعد مقاومةٍ شديدةٍ قَتَل فيها جَمْعاً من جند ابن زياد الملعون, تمّ القبض عليه غدراً من قبل جيش ابن زياد، فرُفِع الى أعلى قصر الكوفة، وقتله بكير بن حمران الأحمري، حيث قُطع رأسه الشريف وهو يذكر ربّه عزّوجلّ، ورموا جثّته الطاهرة من أعلى القصر إلى الأرض، ثم قاموا بسحب جسده وجسد هانئ بن عروة -بعد قتلهما- في شوارع الكوفة بكلّ قسوة, ودُفن بعد ذلك في مشهده المجاور لمسجد الكوفة المعظّم.