إخوتي أخواتي ذكرنا فيما سبق قصّةً عن مسألة الافتتان بالمال، وذكرنا أنّ القرآن الكريم عرّج على شخصيةٍ أُعطي صاحبُها مالاً كثيراً، وعبّر عنه القرآن الكريم بتعبيراتٍ مَضَتْ، لكنّه أُصيب بالغرور وأيضاً كان فتنةً لصنفَيْن من الناس، صنفٌ تمنّى أن يكون على شاكلته، وصنفٌ من الذين أوتوا العلم كانوا يتميّزون بالعقل والسكينة ويعرفون أنّ هذا ليس هو مقياسُ الشخصيّة، وهذا الشخص هو قارون، وأصبح هذا اللّفظُ يمثّل في أذهان الجميع السُّلطة الماليّة التي تُجمَعُ بغير حقّ، والله تبارك وتعالى يسرد لنا هذه القصّة ويُركّز على المهمّ منها، فهذا القارون..، أنا أعرّفه بالألف واللام مع أنّه اسمُ علمٍ إشارةً الى أنّه أصبح مصطلحاً، فكلّ مَنْ يكون على هذه الشاكلة فإنّه سيسلك هذا المسلك، هذا القارون يدّعي أنّه مَلَكَ ما مَلَكَ بعلمٍ من عنده، (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي...) هو يعني أنا لا أعترف بجهةٍ أخرى وإنّما نظري الى ما أجمع والى ما أكنز، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّني شخصيّةٌ عظيمة، استطعتُ بعلمي وبجهدي أن أجمع هذه الثروة، فأنا لا أعترف بناصحٍ ولا أعترف بموجّهٍ ولا أعترف بخطيب، فأنا لستُ في هذا الصدد أسمع كلاماً وإنّما أنا حصلتُ على ما حصلتُ عليه بعلمي وبطرقي وبحيلتي وبشطارتي وبذكائي، هذه هي فلسفة القارون الذي يجمع المال..
للإطلاع على الخطبة كاملة (إضغط هنا)