ومن هذه الليالي والأيّام ليلة ويوم القاسم بن الحسن(عليهما السلام) التي يُحييها أتباع أهل البيت بذكر شجاعة هذا الفتى؛ تخليداً لموقفه البطوليّ في الدفاع عن القضية الحسينيّة الظافرة، حيث يشهد الصحن العبّاسيّ المطهّر منذ ليلة أمس ونهار اليوم توافد المواكب المعزّية بذكرى شهادته ترافقها تشابيه لشخصيّته(عليه السلام) وحناجرها تصدح بمآثر وبطولات هذا الفتى المغوار الذي بذل مهجته دون عمّه الإمام الحسين(عليه السلام)، ومنها أرجوزته المشهورة وسط ميدان الحرب حين قال:
(إنْ تنكروني فأنا نجلُ الحسـنْ .. سبطِ النبيّ المصطفى والمؤتمـنْ
هذا حسينٌ كالأسيـر المرتهـنْ .. بين أُناسٍ لا سُقُوا صوبَ المزنْ).
وبعد أن قتل منهم جِبِلّاً كبيراً انقطع شسع نعله اليُسرى، فهوى ليعدّلها استخفافاً بالطغاة فحمل عليه اللّعين بن اللّعين عمر بن سعد بن النفيل وضربه بالسيف على رأسه ففلقها ولم يُراعِ صغر سنّه، فسقط الشهيد وصرخ: أدركني يا عمّاه..
يُذكر أنّه ورد عن الإمام الحجّة(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) في زيارة الناحية المقدّسة عند ذكر القاسم بن الحسن المجتبى(عليه السلام): ((السلام على القاسم بن الحسن المضروب على هامته، المسلوب لامته، الذي نادى عمّه الحسين فجلى عليه كالصقر فرآه يفحص بيديه ورجليه، فقال: يعزّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك أو يُجيبك فلا يُعينك أو يُعينك فلا يُغني عنك، بُعْداً لقومٍ قتلوك ومَنْ خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك، هذا والله يومٌ كثر واتره وقلّ ناصره)).