إنّ الشعب العراقيّ النبيل -كما عوّدنا- قد بذل كلّ ما بوسعه في سبيل إنجاح هذه الزيارة، فرغم كلّ معاناته وآلامه لكنّه تناساها وتغافل عنها مسطّراً بذلك تاريخاً مشرّفاً يُضاف الى سجلّ تاريخه، فما أجوده وما أسخاه وما أصبره، فهو شعبٌ معطاءٌ ومضيافٌ ومجاهدٌ، حيث يندر أن نجد شعباً يسعى كلّ أبنائه شيوخاً وشباباً ونساءً في فترةٍ زمنيةٍ قد تصل الى العشرين يوماً لخدمة بعضهم بعضاً وخدمة ضيوفه من خارج العراق بسخاءٍ لا يوصف، مع الدقّة في تنظيم هذه الأمور التي قد يصعب تنظيمُها حتى في الدول المتقدّمة من هذه الجهة، مع ملاحظة أنّ العبء كان ثقيلاً جدّاً لكنّ الجميع تحمّلوه برحابة صدر، لذلك لابُدّ من أن نشكر من ساهم في إنجاح الزيارة بصورةٍ أفضل ممّا كان من الأعوام الماضية، ولا سيّما عناصر الشرطة وسائر الإخوة الذين تكفّلوا بحفظ الأمن فقد أدّوا واجبهم على أحسن وجه وكذلك الجهات الحكوميّة المختلفة، وأمّا أصحاب مواكب الخدمة فكان دورُهم هو الأبرز في إنجاح الزيارة فجزاهم الله جميعاً أفضلَ جزاء المحسنين، إنّ هذا الشعب هو أرفع وأسمى وأمنع من أن تناله إشاعةٌ هنا أو أكذوبةٌ هناك، فهو شعبٌ أصيل وواثقٌ من نفسه ومحافظٌ على هويّته.