فلم تنسَ المرجعيّةُ أولئك الشجعان الذين ضحّوا بحياتهم؛ ليبقى العراق ومقدّساته، فاحتضنت عوائلهم وتبنّت رعاية وكفالة الكثير من أيتامهم.
عائلة الشهيد (أبي كرّار) كانت إحدى هذه العوائل، فبعد انتظارٍ دام أربع سنين دون ذرّية، بُشّر أحدُ المجاهدين من أهل البصرة بحَمْل زوجته توأماً..
وبينما هو يتخيّل وجوههم يوميّاً وينتظر أن يحتضنهم أثناء واجبه اللّيليّ على سواتر العزّة والشرف، بادرت إليه الشهادةُ وطرقت بابه بخُطىً أسرع من أحلامه تلك، فكانت أسبق وأسرع من تحقيق أحلامه في احتضان أولاده، ففتح لها صدره واحتضنها بذراعيه، ومضى بكلّ فخرٍ ليحصل على مجدٍ وشرفٍ لطالما طلبه..
وكعادة الأب الحاني تفقّد المرجعُ الدينيّ سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه الوارف) أبناءه والسؤال عنهم، فبعد أن وصل اليه خبر هذا المجاهد وتوأميه (كرّار ومحمد رضا) تكفّل هذين الطفلين من الساعة الأولى لولادتهما وأوعز سماحتُه إلى مؤسّسة العين بتتبّع شؤونهم ورعايتهم على أكمل وجه.