المقاتل محمد نعيم كشكول ابن الأربعة والعشرين عاماً، من منطقة مدينة الصدر في بغداد، جاء إلى مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من أجل أن يقف مفتخراً بوسامه الذي ناله وهو يدافع عن وطنه ودينه، متشرّفاً بأن يحمل جرحاً شبيهاً بجرح المولى قمر العشيرة(عليه السلام).
شبكة الكفيل وجدت فيه القوّة والصمود، ليحكي قصّة بطولته من أجل تدوينها وتدوين تضحيته وفدائه، وخلال اللّقاء حدّثنا موجزاً: انضممت إلى هيأة الحشد الشعبي منذ الأيّام الأولى لفتوى الدفاع المقدّس التي أطلقها المرجعُ الدينيّ الأعلى سماحةُ آية الله السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف)، من أجل أن أقاتل مع إخوتي أبناء هذا الوطن، بعد أن نلتُ موافقة ومباركة والدي ووالدتي وإخوتي الأربعة المتزوّجين، وخرجت عازماً على التضحية والفداء، لعلّي أحقّق النصر مع المقاتلين الأبطال، وأنال وسام الشهادة في سبيل الدين والوطن والمقدّسات.
قاتلتُ أيّاماً وليالي عديدة إلى جانب مقاتلين من مختلف أنحاء العراق ومن كافّة الأعمار، منهم من هو أصغر منّي سنّاً وآخرين أكبر شيوخاً وكهولاً، اقتسمنا الرصاص بيننا وحرّرنا العديد من الأراضي، استُشهِدَ بعضُ زملائي وتمنّيت اللّحاق بهم، ولكن نصيبي كان بأن أصاب في منطقة الوادي في تكريت بعد أن تعرّضنا لسيّارة مفخّخة ونحن على مواجهةٍ مع العدوّ ليلاً، نقلت على إثرها الى أحد المستشفيات وقد علمتُ بعد استيقاظي أنّ الإصابة أدّت إلى فقداني كلتا عينيّ ويدي اليسرى بشكلٍ كامل.
لا أنكر أنّ الإصابة كانت مؤلمة عليّ وعلى أهلي وأقاربي وأصدقائي ولكن ما زادني قوّةً أنّها تذكّرني بجراح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وهذا شرفٌ كبير لي ووسامٌ أفتخر به، وها أنا اليوم أقف بين يديه مقدّماً هذه التضحية فداءً له ولهذا الوطن والدين، وأتمنّى النصر القريب لعراقنا الحبيب والعودة الميمونة لجميع المقاتلين الأبطال.