وقد أعدّت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة -كعادتها في كلِّ عام- برنامجاً عزائيّاً يتضمّن العديد من الفقرات والفعاليّات العزائيّة من إلقاء محاضراتٍ دينيّة وإقامة مجالس عزائيّة مخصوصة لإحياء هذه المناسبة، إضافةً الى أنّها أعلنتْ عن استعدادها لاستقبال مواكب العزاء من داخل وخارج مدينة كربلاء المقدّسة، فضلاً عن خروج موكب عزاءٍ موحّد لخَدَمَة العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية في اليوم الرابع عشر من شهر جمادى الأولى مواساةً وتعزيةً للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
الجديرُ بالذكر أنّ الله تعالى أخفى ليلة القدر في اللّيالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، كما أخفى الصلاة الوسطى بين الصلوات في قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، لكي يتعبّد العبدُ بأكثر من ليلةٍ ويُحييها بالنسبة لليلة القدر، ولكي يُحافظ على صلواته كلِّها بالنسبة الى الصلاة الوسطى، نستنتج من ذلك أنّ الله تعالى أراد بحكمته أن يكون لسيّدتِنا الصدّيقةِ الزهراء(عليها السلام) أكثر من ذكرى ليوم استشهادها(عليها السلام) من خلال تعدّد الروايات التي تتناول ذلك اليوم.