فكانت هذه الموسوعة بأجزائها العشرة قد جمعت تراث العلّامة المظفّر وأخرجت المخطوط منه الى النور بحلّة جديدة وجميلة ضمّت كلّ نتاج الشيخ المتوفّر بعد بذل الجهد في استحصاله وترتيبه وتحقيقه وتدقيقه، وجمع هذا النتاجُ الكبير في موسوعةٍ كبيرة تسهيلاً للباحثين في مراجعة تراث العلّامة المظفّر وتخليداً لذكراه بطريقةٍ علميّة، ويسجّل هذا الاحتفاء بسجلّ الأعمال الهامة التي تكشف عن أهميّة دراسة حياة العلماء والمفكّرين في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وإعادة بثّ سيرة العلماء الأعلام، وإظهار فضلهم ومكانتهم الحقيقيّة التي تخفى على الناس، وهؤلاء العظماء هم أحقّ بالتخليد من أيّ فئة من الناس، فبهم تحفظ معالم الدين وبجهودهم تعرف الناس دينها.
فكانت أجزاؤه العشرة عبارة عن سلّة معرفيّة حاول القائمون عليها أن تجمع ما يُمكن جمعُهُ فتوزّعت ما بين بحوثه الحوزويّة ودراساته المنطقيّة وكتاباته في العقائد والفقه وغيرها بالإضافة الى ديوان شعره.
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة متمثّلةً بقسم الشؤون الفكريّة الى جانب مؤسّسة بحر العلوم الخيريّة قد سعت لإحياء ذكرى تاريخ الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وبالتحديد أخذت جانب التجديد فيها، فثبت الاختيار على شعار (الحوزةُ العلميّة رائدة التجديد)، فجاءت النتيجةُ أن يُقام مؤتمرٌ دوليّ في كلّ سنةٍ يتناول تاريخ وسيرة وإنجاز وتجديد علماء الحوزة العلميّة، فاختارت اللّجنةُ العلميّة المشرفة على المؤتمر المجدّد الشيخ محمد رضا المظفّر-رحمه الله- شخصيّة المؤتمر الأوّل، لكونه أحد رجال التجديد في الحوزة العلميّة في عصرنا الحالي.