فكان أوّل مَنْ قام وأجاب وبدأ القوم بالكلام هو أخوه أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ؛ فإنّه أجاب جواب الحامي الوفي ، والمحامي الناقد البصير ، جواباً فتح على الآخرين كيف يجيبون إمامهم الإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ حتّى يرضى الله عنهم ورسوله ، وعرّفهم كيف يقفون من إمامهم الإمام الحسين (عليه السّلام) موقف النصح والوفاء ، والنُبل والشرف ؛ لينالوا عزّ الدنيا وكرامة الآخرة .
إنّه قام فقال : لِمَ نفعل ذلك ! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك اليوم .
وقام الآخرون وقالوا ما يشبه هذا الكلام ، فأجابهم الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وهو يشكرهم على معرفتهم وشعورهم الطيّب ، ويثني على إيمانهم وإخلاصهم البالغ بقوله : (( إنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، وجزاكم الله عنّي خيراً )) .
فكان أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) أوّل مَنْ فاز بهذا الوسام وناله بكفاءة .