حيدر وعقيل من أهالي الفاو من مكفوفي البصر, أصدقاء يعزمون في كل سنة على القدوم لكربلاء وإحياء شعيرة أربعين الحسين (عليه السلام)، فإن كان جابر( رضي الله عنه) قد عُميّ وجلس على طريق الحسين، فللزمان جابر ثائر ينتظر مهديه ( عجل اله تعالى فرجه) على ذات الطريق.
حيدر البالغ من العمر (40) سنة، وعقيل أبن (35) سنة، يقطعون طريقاً ميسمياً رسمته بصيرتهم نحو كربلاء كي لا يزاحموا الزائرين ببطئ سيرهم.
حيدر وعقيل, يقطعون الطريق من دون أي دليل أو مرشد، هكذا خيِّل لمن سمع بهم متناسياً انهم من المؤمنين، وكيف لخديجة أم المؤمنين أن تترك ولديها بلا دليل, وكيف للزهراء أن لا تتلقف ضيفيها من الطريق، كيف يكونوا بلا مرشد وكفي أبا الفضل تحتضن العراق.
ماذا يقال لمثلكم؟ وماذا يكتب عنكم ؟ أخجلتكم الاقلام أيها المبصرون، فسلام على قلوبكم البصيرة، أوصلكم الله لكربلاء سالمين وأعادكم غانمين مؤزرين بقبول الزيارة.