لكن هذه الجمعة وليلتها قد تزامنت مع ليلةٍ مباركة هي خيرٌ من ألف شهر، ومن أهمّ أعمالها هي زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وهو أيضاً ممّا دلّت عليه روايات أهل البيت(عليهم السلام)، فقد جاء عن الإمام الصّادق(عليه السلام): (إذا كانت ليلة القدر نادى منادٍ من السّماء السّابعة من بطنان العرش أنّ الله عزّوجلّ قد غفر لمن أتى قبر الحسين-عليه السلام-).
وقد شاء الله أن يجتمع هذان الفضلان لهاتين الليلتين المباركتين في ليلةٍ واحدة، وهذا ما حدا بالمحبّين والموالين أن يقصدوا هذه الرحاب الطاهرة لأداء مراسيم الزيارة وأعمال وطقوس ليلة القدر المباركة والتزوّد من معينها الثرّ.
وقد بدأت حركةُ الزائرين بالتوافد قبيل صلاة العشاءين بثلاث ساعات تقريباً لتصل ذروتها عند وقت المغرب، ليقوم الزائرون بعد ذلك بأداء صلاتهم وتناول فطورهم وينطلقون بعد ذلك لأداء أعمال ليلة القدر المباركة وأداء مراسيم زيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).
خَدَمةُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) كما هو شأنهم وديدنهم شمّروا عن سواعدهم لخدمة الزائرين وتقديم أفضل الخدمات وأجودها، وبحسب الإمكانيّات المتاحة كلٌّ حسب قسمه والواجبات المناطة به، التي من خلالها أبلوا بلاءً حسناً يحدوهم هدفٌ واحد منشود هو: خدمة الزائر الصائم شرفٌ لنا، والظفر برضا الله تعالى ورضا صاحب المرقد الطاهر أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) هدفنا، فتراهم يتسابقون لهذه الخدمة بدءً من القطوعات الخارجيّة وصولاً الى المرقد الطاهر.