حيث شهدت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية ومنطقةُ ما بين الحرمين الشريفين تزاحم المؤمنين الوافدين اليها من داخل وخارج مدينة كربلاء المقدّسة، لإحياء هذه الليلة المباركة التي استُهِلَّت بقراءة دعاء الافتتاح ودعاء الجوشن الكبير ورفع المصاحف، فضلاً عن قراءة سورٍ من القرآن الكريم وإقامة الصلوات وبقيّة الأعمال الخاصّة بهذه اللّيلة، وذلك إمّا بصورةٍ جماعيّة ومركزيّة كما في ساحة ما بين الحرمين الشريفين أو على شكل أفراد في المرقدين الطاهرين وما بينهما، مبتهلين الى الله العليّ القدير قبول صالح الأعمال وأن يحفظ العراق وشعبه ومقدّساته.
هذا وقد استنفر خَدَمَةُ العتبتين المقدّستين جهودهما كافّة في سبيل تقديم أفضل الخدمات للزائرين من أجل تأدية أعمالهم ومراسيمهم العباديّة بكلّ يسرٍ وسهولة.
يُذكر أنّ ليلة الثالث والعشرين هي من ليالي القدر التي لا تُقايسها ليلةٌ أخرى في الفضيلة، والعملُ فيها بالعبادات والطاعات يعادل عمل ألف شهر، وقد وردت فيها الكثير من الرّوايات الّتي تحثّ على إحيائها، مع الإشارة إلى أنّه ليس هناك إلّا ليلةُ قَدْرٍ واحدةٍ اختُلِفَ في تحديدها، ولكن اصطُلِحَ على تسمية هذه اللّيالي (19-21-23) بليالي القدر وهي إحداها.