فحوّلها أتباعُ بني أُميّة الى أرضٍ جرداء، بعد أن كانت محطّ رحال المؤمنين من كلِّ حدبٍ وصوب بقبابها وحرمها الذي كان روضةً ترتفع فيها أصواتُ الدعاء والزيارة قربةً الى الله تعالى، وكانت قبلةً للمسلمين الذين ينهلون من العظماء الذين دُفنوا فيها كلّ معاني التوحيد والإيمان والتضحية في سبيل الله ونصرة الإسلام.
واستذكاراً لهذه الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة على قلب إمام زماننا الحجّة بن الحسن(عجّل الله فرجه الشريف) وشيعته ومحبّيه، أحيا خَدَمَة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ذكرى تهديم قبور أئمّة البقيع في الثامن من شهر شوّال عام(1344هـ) مستذكرين جرائم الزمرة الوهّابية، وحقدهم الدفين على ذرّية رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وعلى مواليهم ومحبّيهم، فانطلقت مجاميعُ العزاء من الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس باتّجاه صحن أخيه الإمام الحسين(عليهما السلام) وهم يردّدون الهتافات المعزّية لمولاتنا الزهراء(عليها السلام) بهذا المصاب الجلل بعبارات: وا بقيعاه وا مصيبتاه.
بعدها أُقيم مجلسٌ للعزاء في الصحن الحسينيّ الشريف لمنتسبي العتبتَيْن المقدّستين وبمشاركة الزائرين، أُلقيت فيه قصائد عبّرت عن فداحة هذه الجريمة وهول المصاب، معزّيةً سيّد الشهداء(عليه الصلاة والسلام) ومناشِدةً في نفس لوقت مولانا صاحب الأمر(عجّل الله فرجه الشريف) بتعجيل ظهوره الشريف، للانتقام من أعداء آل البيت(عليهم السلام).